تفسير سورة الفيل

 

 

تفسير سورة الفيل

 

مقدمة:

سورة الفيل من السور المكية القصيرة، تتحدث عن قصة تاريخية لا يعلمها أحد، أو بقيت بعض أخبارها مع ضبابية شديدة، ومن المرجح أنها موجهة إلى قريش، ودعماً لأهل مكة، وأن هؤلاء القوم كانوا ينوون شراً بمكة وتجارتها وقوتها، فقام المولى بالقضاء عليهم. وهي التي مهدت لطريق التجارة القرشية، أو هي التي جعلت تلك التجارة مستمرة ومتوسعة، كما سوف يتبين لنا من خلال موقع أصحاب الفيل.

فالسورة تذكر قريش بما فعله الله لها، فكما رأينا في سورة قريش كيف أن الله فتح لها طرق التجارة العالمية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، فكذلك هنا بين لهم أحد الأسباب التي مكنت لتلك التجارة العالمية، والذي يؤكد أنها متعلقة بقريش وأمنها وتجارتها.

 إن الإخباريين تخيلوا أن قوة حبشية قدمت إلى مكة لتدميرها، فرغم أسطورية القصة وتهالك كثير من عناصرها، فإنها احتفظت بشيء من الحقيقة وهي أن قوة أصحاب الفيل كانت موجة ضد مكة وتجارتها، سواء بغزوها المباشر أو بقطع الطريق عن تجارتها. ولا نريد الكتابة في قصة إبرهة الحبشي وجيشه فقد كتب الكثير في ذلك وفندوا تلك المزاعم. وقبل أن نبدأ في إظهار تفسيرنا للنص الكريم يستحسن أن نعرج على ما قاله أهل الرواية لعلنا نجد شيء ذا بال.

توقيت عام الفيل:

اختلفوا في موعد حادثة الفيل، فقالوا كان قبل مولد الرسول بثلاث وعشرين سنة ([1]) وقالوا، بل ولد في عام الفيل، والمرجح أنه أقدم من ذلك بكثير، وقد يكون ما بين مئة سنة إلى مئتي سنة على أقل تقدير.

عدد الفيلة التي غزت مكة:

اختلف القوم في عدد الفيلة فهناك من قال إنه فيل واحد وقال آخرون، بل هما فيلان أحدهم اسمه محمود ربض ولم يتقدم بينما الاخر فتقدم ومات، ويرى الضحاك أن الفيلة كانت ثمانية ([2]) وهذا يدعو لمزيد من الشك في قصتهم المشهورة، فلا فيل ولا فيلة في تلك القصة.

معنى الأبابيل عند أهل التراث:

تشعب القوم في معنى أبابيل، فبعضهم قال هي الفرق، وقيل، بل هي التتبع خلف بعضهم البعض، وقيل، بل فوج بعد فوج، وقالوا، بل يعني خضر لها خراطيم كخراطيم الإبل وأكف كأكف الكلاب وفي رواية كأكف الرجل وأنياب كأنياب السباع، وقيل بل هي فوق الجراد ودون الفراخ، وأنكر ابن عباس ذلك وقال هي على شكل العنقاء عنقاء المغرب لها أجنحة وصدورها صدور السباع واتفق معه مجاهد بن جبر.

وهناك من قال هي أقاطيع كالإبل المؤلبة، وفسر بعضهم أبابيل بالكثيرة، وهناك من قال هي طير سود بحرية وذهب سعيد بن جبير إلى أنها طير خضر لها مناقير صفر، وقيل أبابيل يعني متفرقة، وقيل، بل أبابيل تعني الزمر، ورأى الحسن البصري أنها تعني الكثيرة، وقيل، بل هي المختلفة التي جاءتهم من كل مكان. ([3])

نوع الحجارة التي قتلت أصحاب الفيل عند أهل التراث:

تقول أم كرز الخزاعية أنها رأت الحجارة وكانت حمراء اللون مختمة، وأنها لم تصب كل القوم فهناك من أفلت، وكان حجمها بين العدس والحمص، وفي رواية مثل البندق([4])

معنى سجيل عند أهل التراث:

يرى ابن عباس أن سجيل يعني طين من حجارة، ويرى ابن عباس أنها كلمة فارسية وتعني حجارة وطين، وهناك رواية أن سجيل هي السماء الدنيا، أُخذت منها الحجارة، وقيل، بل السجيل هو علم الديوان الذي كتب فيه عذاب الكفار، وسجيل من الاسجال، والسجل هو الدلو المملوء ماء ([5])

عصف عند أهل التراث:

يرى ابن عباس أن عصف هو التبن، ويرى في رواية أخرى أنها هيور عصافة، ويرى آخر أنها ربما هبور أي هبر اللحم، وقيل بل هو دقاق الزرع بالنبطية، وفي رواية أخرى لابن عباس أنه الزرع البالي المأكول، وقيل بل هو لحاء البر، بل ورق الحنطة وفي رواية عن الحسن البصري أنه الشعير إذا قضب، وقيل بل طعام مطعوم. ([6])

آراء الرازي في بعض جوانب السورة:

ويرى الرازي أن سبب تسمية القوم بأصحاب الفيل، تحقيراً لهم فكأنهم من جنس الفيل، فهم بهائم بلا عقل ولا فهم، بل هم أدنى من الفيل لأنهم هم من يصاحبه لا هو من يصاحبهم. ([7]) يرى الرازي أن كلمة ربك في سورة الفيل يقصد بها تعظيم لشأن الرسول وتشريفاً لمقامه، ([8])

وبين الرازي أن الملحدين تؤذيهم قصة الفيل؛ لأنه من العجيب أن تنطلق طيور تحمل حجارة في فمها فتلقيها على قوم مخصوصين دون بقية البشر([9]) وتساءل الرازي أنه لماذا تم الاعتداء على إبرهة الحبشي وجيشه ولم يتم الاعتداء على قريش وهم أهل وثن وشرك؟ وكان جوابه أن قريش كانت تعتدي على حق الله، بينما إبرهة وجيشه فكانوا يعتدون على حق الخلق وهم مثل الباغي وقاطع الطريق، فهؤلاء يقتلون وهم مسلمون ولا يقتل الشيخ الكبير والعمى وصاحب الصومعة وإن كانوا كفاراً. ([10])

ويتساءل الرازي لماذا جاء طير بالتنكير، ثم يجيب أنه نوع من التحقير، أي أنها طيور صغيرة لا قوة لها ترمي بحجارة صغيرة فتبيد. ([11]) ويتوقف الرازي عند كلمة ترميهم والتي من المفترض أن تكون يرميهم لأن الطير مذكر، ثم ذكر قراءة أبو حيوة بأنه كان يقرأ يرميهم بدلاً من ترميهم، ثم ذكر السبب في قراءة ترميهم وأنها تؤنث على المعنى ([12])، وهذا كلام مستهتر لا يليق بحملة القرآن الكريم.

تفسير السورة الصحيح:

بعد أن اطلعنا على كثير من آراء القدماء، نقول وبالله التوفيق: إنه لن نفهم السورة ما لم نفهم مفرداتها جيداً ولكن قبل فهم السورة يستحسن أن نعرف سبب موقعها فهي جاءت قبل سورة قريش وسورة قريش تتحدث عن الأمن والاكتفاء الغذائي، فسورة قريش تذكر بفضل الله عليها باستتباب الأمن وتوفر المعيشة، وقد كانت رحلة الشتاء والصيف سبباً رئيساً في وفرة المعيشة في مكة، فمشكلة قريش ومكة ليس الهجوم على البلاد، بل الخطر الأكبر هو قطع طريق التجارة، لهذا نبههم بحقيقة قوتهم وهي رحلة الشتاء والصيف، وقد كان الأعداء يتربصون بقريش وتجارتها لأنها كانت تنافس تجارتهم، ولم يكن يسبقهم في هذا المجال زمنياً إلا الأنباط كما يقول التاريخ وقبيلة كندة وقد كانت تجارتهم لها نفس طريق قريش، فتجارة قريش فيها ضرر على تجارتهم لهذا كانوا يريدون الكيد لها، ولهذا تحدث المولى عن ذلك الكيد وكيف أنه دمر قوتهم.

مفردات السورة:

ألم تر:

في كل القرآن الكريم تأتي هذه العبارة للتحدث عن معجزة من المعجزات، فقد تتحدث عن معلومة تاريخية قديمة لا يعلمها أحد، وقد تتحدث عن معجزة معاصرة لزمن الرسول كنفسيات الكفار وما يقولونه بالسر وغيرها من أمور غيبية لا يعلمها إلا الله، وقد تتحدث عن معجزات كونية لا يعلمها إلا الله فهي في الأخير تتحدث عن غيبيات إما تاريخية، أو معاصرة لزمن الرسول أو كونية. فهنا يبتدأ النص بإخبار القارئ أن هناك معجزة تاريخية قديمة لا يعلمها إلا الله فقد نسي الناس تفاصيلها.  

أصحاب الفيل:



لو عدنا لقاموس القرآن سنجد أن مصطلح الصحبة يقصد طول العشرة، فأصحاب الجنة وأصحاب النار وأصحاب الرس وأصحاب الأيكة، وصاحبي السجن، وغيرها من الاصاحيب، تتحدث عن صحبة مكانية، بل يكاد الأمر يكون في معظم القرآن فالأمر يتعلق بصحبة مكانية بين أناس ومنطقة، ولهذا فمن المرجح أن الفيل هو مكان كان يسكنه هؤلاء القوم، مثل أصحاب الرس وأصحاب مدين والمؤتفكات، وأصحاب الحجر. فهل يوجد مكان بهذا الاسم؟

وعند البحث تبين بأن هناك مكان في الجزيرة العربية في منطقة العلا، يبعد عن مركز المدينة 17 كيلو متراً ، مكان يسمى جبل الفيل حيث هو جبل على شكل فيل وارتفاعه 50 متراً، ويبعد عن مدائن صالح 28.5 كيلومتر  وقد كان المكان والمنطقة مراكز تجارية كبيرة، يعبر من خلالها تجارة البخور والتوابل، ولعل أصحاب الفيل وثمود وعاد وقوم لوط والأنباط وكندة، هم شعوب تجارية بغت وفسدت فجاءها العذاب من الله ولعل قريش كانت تشببها في الوظيفة والعمل، ويبدو أنها دخلت مرحلة الانتكاسة والفساد، والغش التجاري والظلم، فجاء التحذير السماوي، بإرسال الرسول الكريم محمد، الذي جاء يحذرها من مصير مشابه بتلك الشعوب. 

وطبعاً لا يمكن أن تكون الصحبة مع فيل حقيقي، لأن إبرهة حسب الروايات جمع الجند من كل حدب وصوب، ثم جلب الفيل من الحبشة ثم ساروا إلى مكة وهذا وقت لا يكفي ليكون صحبة وعشرة، ولم يذكر القرآن الكريم أن معايشة البهائم تسمى صحبة، بل سمى الصحبة للمكان أو للبشر مثل صحبة الرسول مع أهل مكة.

وهناك من ظن أن أصحاب الفيل هم أنفسهم قوم لوط، لتشابه الأحداث وطريقة الإبادة، وقد استخدم المولى نفس الحجارة وهي السجيل ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا ‌حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود: 82] وقال أيضاً في تلك الحجارة ﴿لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ ‌حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (٣٣) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ﴾ [الذاريات: 33-34] وقد ذكرنا أن المفسرين قالوا إن سجيل تعني حجارة من طين وتعني مسومة.

خاصة وأن قوم لوط كانت ديارهم قريبة من طريق تجاري لازالت تسلكه قريش في زمن الرسول {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ }  [الصافات: 137]. وقال ليؤكد استمرار طريق التجارة {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ}  [الحجر: 76].

بل إن الملائكة قالت لإبراهيم {إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ} [العنكبوت: 31]. يقصدون قرية لوط، فلو كان إبراهيم في مكة في تلك اللحظة فهذا يعني أن القرية قريبة من مكة، لأنه استخدم اسم الإشارة "هذه".

كما أن قوم لوط من عيوبهم أنهم كانوا يقطعون الطريق التجارية {وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ}  [العنكبوت: 29] وهذا يشي بتشابه القصة والأحداث مع أصحاب الفيل.

ولكن لا أرجح هذا الظن، لعدة أسباب منها:

-       العذاب بالحجارة (الحاصب) هو عذاب اعتيادي أصاب بعض الأقوام {فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَ مِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَ مِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ}  [العنكبوت: 40]. بل هو عذاب أكثر استخداماً كما تشير الآيات والسور الأخرى، وسنشرح ذلك في مفردة الطير.

-       إن قرية لوط قريبة من مكة بينما أصحاب الفيل فهم بعيدون عنها رغم أنهم يمرون جميعاً من نفس طرق التجارة القديمة.

-       حادثة قوم لوط غابرة في القدم منذ أيام إبراهيم تتجاوز آلاف السنين، بينما حادثة أصحاب الفيل قريبة العهد من الرسول وربما لا تتجاوز المئتي سنة.

-       يبدو أن قريش والعرب قد عرفوا هذا العذاب فهو في ذاكرتهم، بل دعوا على أنفسهم بهذا العذاب. ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا ‌حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الأنفال: 32] فيبدو أن حادثة الفيل ماثلة في ذاكرتهم المشوشة، وغيرها من المجتمعات التي عوقبت بمثل ذلك العقاب.

-       حتى اليهود تعرض بعضهم لمثل هذا العذاب ﴿فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ‌رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ﴾ [البقرة: 59] 

وعلى العموم فإن هذه الطرق التجارية سيطرت عليها جماعات كثيرة وقديمة مثل قوم عاد وثمود ومدين وقبائل كندة وسبأ، فهي محل صراع من أجل السيطرة على طريق تجاري غاية في الأهمية، ومن هؤلاء طبعاً أصحاب الفيل وقوم لوط.

 

كيدهم في تضليل:

في القواميس من معاني الكيد الحرب، وذلك لأن في الحرب خديعة واحتيال كي يتم الانتصار، فهؤلاء القوم كانوا متجهين لقتال آخرين، وأثناء سيرهم ضلوا الطريق، أو ربما أثناء وضعهم للخطة الحربية ضلوا، فصارت الخطة وبال عليهم، ثم بعد ذلك جاءتهم الطيور وأبادتهم. وهذا يزيد من تأكيدنا أن أصحاب الفيل كانوا يريدون كيداً بأهل مكة وتجارتها، فأرسل الله عليهم تلك الطير وأبادتهم ومهدت الطريق للتجارة الواسعة المكية.

هل الطير هم الملائكة؟

إذا كان طير جمع مذكر، فلماذا قال ترميهم ولم يقل يرميهم؟

هذا يؤكد أن طير المقصودة هي الملائكة والملائكة عند العرب مؤنثة رغم أنها على الحقيقة عديمة الجنس، لكن القرآن يخاطبهم بلغتهم ويمكن الرجوع لكتابي عن الملائكة. وهذه الوظيفة اختصت بها الملائكة فهي التي تلقي الحجارة على المغضوب عليهم، ولمزيد من الأدلة على أن الطير هنا هم الملائكة راجع مقال مفردة الطير ففيها شرح وافٍ.

هل الطيور كانت تنانين؟

تقول الروايات والتفاسير عن تلك الطيور إن لونها أخضر، وتصف أشكالها بأنها تشبه الوطاويط، ولها خراطيم كخراطيم الطير، رؤوس كرؤوس الكلاب ([13]). وهذا الوصف يبين أن الملائكة ظهرت في صورة بشعة لأصحاب الفيل من أجل تخويفهم، وهذا الوصف قريب الشبه بالتنين الأخضر، وهو ينفث النار، فتلك الطيور رمت بحجارة مشتعلة فكأنها تخرج من فمها ناراً ذات مدى بعيد، وهذا ما كان يشاهده الناس المجاورين لأصحاب الفيل فيجدون كائن ضخم بحجم الإبل يخرج من جهته نار تصل إلى الأرض. والصحيح أن أحجامها أكبر من الإبل، ولكن الناس يرونها كذلك لبعد المسافة كما نرى الطائرة صغيرة رغم كبرها.

والله أرسل هؤلاء الملائكة الطيور، إلى شعوب عدة وخاصة الجزيرة العربية لأهميتها وموقعها الجغرافي، ولكن هذا لا يمنع أنه أرسلها إلى شعوب أخرى، وقد احتفظ العرب والصينيون بصورة هذا الملاك المدمر، في صورة تنين مخيف.

سجيل:

لو قارنا بين آيات قوم لوط مع أصحاب الفيل، سنجد أن ما سقط على قوم لوط حجارة من طين، { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ }  [الذاريات: 33]. فقد حدد النص التركيبة الكيمائية لتلك الحجارة وفي نص آخر يطلب الكفار حجارة وحددوا المكان دون النوع {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء} [الأنفال: 32]. وذلك لقلة معرفتهم بحجارة السماء. ويبدو أن سجيل نوع من الحجارة وليس مكان {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ} [هود: 82]. ومنضود كما تقول كتب اللغة هو المرتب فوق بعضه البعض ([14]) وهذا يعني أن تلك الحجارة من نوع سجيل لكنه ليس أي سجيل، بل المرتب بعضه فوق بعض. ولا ندري هل هذا الترتيب كان في السماء أم هو مرتب في يد الملائكة ترتبه فوق بعضه استعداداً لرميه على الكفار.

وتقول كتب اللغة أيضاً إن السجيل من الضروع الطويل، والخصية السجيلة المسترخية الصفن، وانسجل الماء انصب صباً ([15]) وسجل الكتب لو نظرنا سنجده طويل لكي يطويها؛ فلهذا نقول لعل تلك الحجارة كانت طويلة كأنها السهم يخترق أجسام الكفار، لهذا جعلهم كعصف مأكول.

 

عصف مأكول:

في منطقة جنوب المملكة لدى السكان أكلة قديمة تسمى العصيف، وهي أوراق الشعير قبل أن ينبت سنبله، فيقطعون الورق الأخضر، ويبدو أن العصيف والعصف من العاصفة لأن الرياح تعصفه أي تهزه وتحركه، وهو النبات مثل الشعير والقمح التي تعصف بها الرياح([1])، فيأتي الناس فيقطعون الجزء العلوي يأكلونه، فيبقى الجزء السفلي منه.

ولو صح هذا التفسير فهذا يعني أن القوم هلكوا وهم قيام وبدون الرأس فقد قطعت رؤوسهم كما يقطع العصف. وقد وضعت رابط فيديو يبين العصيف أو العصف وكيف يتم جزه وماذا بقي منه  رابط فيديو أكل العصيف

وفي الختام يجب على المسلمين أن يعطوا القرآن قداسته ويجعلونه أول كتاب مرشد لهم ويجب البحث عن تلك الأماكن المذكورة في القرآن والعثور عليها لما فيه فائدة في فهم النصوص الكريمة ولما فيه فائدة للبشرية في إثبات يقينية القرآن وسماويته.

علي موسى الزهراني



([1]) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (4/ 1404):مقاييس اللغة (4/ 328):



([1]) موسوعة التفسير المأثور (23/ 571): موسوعة التفسير المأثور (23/ 572):

([2]) موسوعة التفسير المأثور (23/ 558) موسوعة التفسير المأثور (23/ 579):

([3]) موسوعة التفسير المأثور (23/ 573) من هذه الصفحة وحتى صفحة 577 وردت كل الروايات عن كلمة أبابيل. وأنظر أيضاً: تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (32/ 291)

([4]) موسوعة التفسير المأثور (23/ 577):

([5]) تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (32/ 292) موسوعة التفسير المأثور (23/ 578):

([6]) موسوعة التفسير المأثور (23/ 580)

([7]) تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (32/ 290)

([8]) تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (32/ 290)

([9]) تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (32/ 289)

([10]) تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (32/ 290)

([11]) تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (32/ 291)

([12]) تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (32/ 292)

([13])معجم متن اللغة (1/ 138) تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (24/ 607) تفسير القرطبي (20/ 196) لسان العرب - ط المعارف (1/ 11)

([14]) مقاييس اللغة (5/ 439): الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (2/ 544):

([15]) تهذيب اللغة (10/ 310):المحكم والمحيط الأعظم (7/ 274):

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -