من معجزات القرآن رؤية أعمالنا يوم الساعة؟

 




من معجزات القرآن رؤية أعمالنا يوم الساعة؟

أحد الملحدين أثار شبهة حول تسجيل الأعمال، فقال لو كان الرسول عليه السلام في زمننا لبين أن التسجيل لن يكون كتابة، بل صوت وصورة. (فيديو).

ولا أدري كيف يبنون إلحادهم على الجهل، فالحقيقة أن أعمالنا لن تكون مكتوبة، بل ستكون مشاهدة والقراءة لا تعني ما نسميه اليوم بالقراءة بل هي تتبع، فنحن نتتبع أعمالنا التي عملناها في مشاهد فيدو، ولن نرى كل أعمالنا ولكن سنرى أعمال الخير والشر فقط.

تقول سورة الزلزلة:

 فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا

 يَرَهُ   

وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا

 يَرَهُ

 [الزلزلة: 7-8]

فنحن لن نرى سوى أعمالنا كما هي لا نقرأها، لأن كثير من الناس مات وهو لا يقرأ ولا يكتب، كذلك فإن كتابة الأعمال في نصوص لن تفحم المذنب فسيقول لا لم أفعل هذا، بينما عندما يشاهد نفسه وما عمله في الدنيا، فسيتذكر ويصمت. 

وهذا الكتاب لا يكتفي بالصورة بل بالصوت أيضاً { هَٰذَا كِتَٰبُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }  [الجاثية: 29]. وهناك صورة أخرى للكتاب الذي يسجل أعمالنا { وَ وُضِعَ الْكِتَٰبُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَ يَقُولُونَ يَٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَ لَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَىٰهَا وَ وَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَ لَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا }  [الكهف: 49]. فنلاحظ أنه ذكر عن الكتاب أنه أحصى كل شيء ولو كان كتابة بالأبجدية لقال كتبها أو سطرها أو خطها كما يسميها القرآن، كذلك يقول النص في نفس الآية أن أعمالهم حاضرة، ولو كانت بخط اليد لما قال حاضرة، ولكن يقصد بها حاضرة في مشاهد تُرى بأعين فاعليها.

فكيف للرسول الكريم في القرن السادس الميلادي أن يتخيل أن هناك أشياء تسجل أعمالنا صوتاً وصورة، لقد كان أجدادنا لسبعين سنة يهربون عند سماعهم المذياع أول مرة أو التلفاز، فكيف للرسول في ذلك العصر أن يقول هذا الشيء المهول، لولا أنه وحي من الله جل جلاله. 

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني

 


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -