أين تقع بكة ومكة؟

 


 

أين تقع بكة ومكة

 

استشكل على القدماء وروود لفظة بكة، وليس مكة في سورة آل عمران، فاختلط عليهم الأمر، فشرقوا وغربوا في تفسير هذا الاختلاف. وكذلك فعل المعاصرون، ولغاية اليوم لم أجد تفسيراً مقنعاً حول هذا الموضوع. فأردت أن أدلي بدلوي، بحثاً عن الحقيقة. فهل مكة غير بكة؟

رأي أهل التراث في بكة ومكة:

حاول أهل التراث تفسير الفرق بين مكة وبكة، فقالوا بأن بكة موضع البيت ومكة هي الحرم أو ما سواها، وقالوا، بل بكة هي الكعبة ومكة ذو طوى وهو بطن مكة، وقالوا، بل بكة موضع البيت ومكة القرية، ومكة هي الحرم كله وقيل بل بكة من البيت إلى البطحاء، وهناك من قال إن مكة هي بكة مثل: مجاهد بن جبر والضحاك. وسميت بكة بذلك لأن الرجال والنساء يجتمعون فيها ويتباكون أي يزدحمون. وقيل، بل لأنها تبك أعناق الجبابرة، وقيل، بل لأن الناس يتباكون عندها. ([1]) وهذا يذكرنا بحائط المبكى الذي يتباكى اليهود عنده اليوم، فكأنه تعويض لما فقدوه من مكان الحج الصحيح، فصاروا يتباكون في أماكن أخرى.

نظرة سريعة للسورة الكريمة التي ورد فيها النص:

من خلال قراءة السورة، يتبين أنها كانت موجهة إلى أهل الكتاب وخاصة طائفة المسيحيين، فكانت في حالة تردد من قبول الدعوة الجديدة. وطالبتهم السورة بقبول الإسلام، أي السلام العالمي الذي جاء به محمد، أي الانضمام للدولة الجديدة الفتية، وطالبتهم بعدم قتل أهل الإصلاح والعدل من قومهم، وطالبتهم بالاحتكام إلى كتبهم المقدسة وعدم الريب فيها والشك، وطالبتهم بالابتهال أي الدعوة باللعنة على من هو ضال. وطالبتهم بعدم الشرك بالله وعدم اتخاذ الأرباب كرجال الدين، والأنبياء والملائكة. كما طالبتهم بالاحتكام إلى الأخلاق الحميدة، وعدم التفريق بين الناس، فيجب التعامل مع الأميين الذين لا يؤمنون بالكتب المقدسة كما يتعاملون مع أهل ملتهم. (قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّنَ سَبِيلٌ).

ثم فتحت موضوع تاريخي غاية في الأهمية عند أهل الكتاب، وهو إبراهيم عليه السلام، فإبراهيم كما تقرر السورة لم يكن يهوديا ولا نصرانياً، فقد جاء قبل ظهور هذه الملل فكيف ينسب إليها؟ وإن من يتبع إبراهيم حقاً هو هذا النبي العربي والذين آمنوا منكم به. وأراد بهذا، التطرق لأمر مهم وهو أن إبراهيم ليس له صلة بأهل الكتاب، إلا من ناحية أنه أبٌ لبني إسرائيل، يزعمون أنهم يتعبونه وهم في الحقيقة يعتقدون بملل جديدة مختلفة عنه.

ثم يبين النص الكريم أن إبراهيم كان يقيم في مكة (بكة) حيث مقام إبراهيم أي أقام هناك واتخذها سكن له، ولم يسكن في الشام ووجود مدينة في الشام باسم مدينة الخليل هي من صنع محبيه، وقد يكون مر عليها، ولكنه حتماً لم يستقر فيها، وقد بينت نصوص أخرى أنه هو من أعاد إحياء مكة وحولها إلى إمارة صغيرة. { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّٰلِمِينَ }  [البقرة: 124] وهذا يتطلب المكوث الطويل فيها { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَٰهِمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَٰعِيلُ }  [البقرة: 127]

والزعم أن مقام إبراهيم هو موضع قدمه المعروف بجوار الكعبة، فإن الروايات تبطله، فعن ابن عباس أن مقام إبراهيم هو الحرم كله، وفي رواية الحج كله مقام إبراهيم، وفي رواية أن المسجد ومنى وعرفة ومزدلفة هم مقام إبراهيم. ([2]) 

فالسورة تريد أن توضح لأهل الكتاب أن المدينة المقدسة التي استقر فيها إبراهيم، وأقام، هي مكة أو بكة. وأن فيها آيات بينات -يقصد بكة- تؤكد أنها ليست أورشليم، فمدينة إبراهيم جافة وبلا زرع ولا تصلح للحياة المستقرة، كما ذكرت نصوص أهل الكتاب، وهذا لا ينطبق على بلاد الشام.

ومن الآيات البينات التي تؤكد أن موقع الحج هو مكة وليس بيت المقدس هو الأمن في مكة على عكس بيت المقدس، فمكة محروسة من الأعداء الخارجيين، ومحمية من سفك الدماء لوجود انضباط كبير في سلوك سكانها. { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا ءَامِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ }  [العنكبوت: 67].

نظرة إلى النص ذاته:

﴿قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٩٥) إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي ‌بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (٩٦) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (٩٧) قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ﴾ [آل عمران: 95-98]

لو تدبرنا النص كاملاً سنجد أن الله يأمر باتباع ملة إبراهيم، وقد بين القرآن أن ملة إبراهيم هي الوصايا العشر والتي أهمها عدم الشرك وقتل النفس، بينما السورة تبين أن اليهود والنصارى قد أشركوا، فقد عبدوا الأنبياء والملائكة. ثم تبين لهم أن أعظم بيتٍ مقدسٍ هو الكعبة الموجود في مكة أو بكة، وفي هذا البيت آيات بينات أي علامات تؤكد لكم أنه فعلاً في بكة التي تُهتم عنها. ومن علاماتها الأمن الذي فيها، وكذلك الحج فلا يوجد حج مثل حج مكة بما فيه من تفصيلات موجودة في كتبكم المقدسة. والنص (يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ) يؤكد أن تلك الآيات معلومة لديهم في كتبهم المقدسة، فصفات المدينة المقدسة المذكورة في كتبكم متطابقة مع مكة التي تسمونها بكة.

 

لكن لماذا قال النص بكة ولم يقل مكة؟

هناك احتمالان: إما أن السورة وجهت لقوم يلفظون بكة بدلاً من مكة وهذا معروف في تبديل الحروف، فالقوم من العرب من أهل الكتاب يبدلون مكة ببكة؛ لهذا خاطبهم القرآن بنفس لهجتهم. والاحتمال الثاني أن في كتبهم المقدسة لا تسمى مكة، بل بكة فخاطبهم بما في كتبهم المقدسة ليؤكد لهم أن مكة هي بكة.

 

ظهور مدن مقدسة عند اليهود:

وقبل الحديث عن بكة في كتب اليهود، نود أن نقول إن اليهود قد انقسموا طوائف متعددة كل طائفة لها كعبتها وقبلتها، فالعبرانيون كانت قبلتهم نحو القدس، بينما السامريون اليهود، فكانت لهم قبلة مختلفة وهي إلى جبل (جرزيم) فزعموا أن يوسع بن نون قد ذهب إلى ذلك الجبل ومعه نصف الأسباط، فنال التبجيل، وللجبل أسماء مثل جبل البركات وجبل القدس وجبل الملائكة والجبل القديم وبيت الله، لأن الجبل قبلة السامريين ومكان إقامة العبادة والحج. وهو الموضع الذي كاد أن يذبح فيه إسحاق على يد إبراهيم، فموقع الذبح في قمة الجبل. وبقي المعبد السامري حتى دُمر سنة 125ق.م([3])

  

بكة في كتب أهل الكتاب:

لم نجد لفظة بكة ترد في كتب أهل الكتاب إلا بلفظ بكاء أو بكا، أو هكذا كانت الترجمة العربية المنقولة من ترجمات غير عربية. (طُوبَى لأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. 6 عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ، يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعًا) ([4]) 

              وعند العودة إلى النص الإنجليزي وترجمته بواسطة قوقل يترجمها بالبقا

 أنظرِ: http://web.mit.edu/jywang/www/cef/Bible/NIV/NIV_Bible/PS+84.html

وفي مواقع أخرى ذكر النص هكذا: "وَإِذْ يَعْبُرُونَ فِي وَادِي الْبَكَا الْجَافِّ"

أنظر: https://www.bible.com/ar/bible/101/PSA.84

لكن النص السابق، يحكي قصة الحج إلى المدينة المقدسة، وقد سماها صهيون، وصهيون عند أهل الكتاب هي مكة كما ذكر ذلك ابن القيم  ([5]) فالنص يتحدث عن حج إلى بلد مقدس، ويصفه بصفات تنطبق بشكل كبير على مكة، فهي أرض جافة قاحلة، وهي أرض وعرة، يصعب السفر فيها، وهي الآيات التي تحدث عنها النص الكريم عندما ذكر اسمها بكة وليس مكة. وذكرت في نصوص أخرى: { رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَوٰةَ فَاجْعَلْ أَفْءِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ }  [إبراهيم: 37]. وتذكر كتبهم أن تلك الأرض القاحلة قد صيروها ينبوعاً وهذا يتفق مع ما فعلته قريش ومن قبلها، من إخراج المياه وخاصة ماء زمزم.

وتروي الأخبار أن موسى بن عمران سلك طريق ضب وهو طريق بين منى وعرفة وهو نفس الطريق الذي سلكه الرسول عند حجة الوداع، وهذا يعني معرفة اليهود بمكة وتضاريسها وأنهم كانوا يحجون إليها. في سنن أبي داود بين جابر بن عبد الله أنه لم يكن يرفع يديه عند رؤية البيت إلا اليهود، فلم يفعلها الرسول ولا أصحابه. وهذا يعني أن بعض اليهود كانوا يحجون إلى الكعبة، فكانت طائفة منهم تدرك مكان الحج الصحيح. ([6]) ولا ننس عندما تكلم الشيخ مع موسى بأن يزوجه ابنته مقابل المكوث عنده ثمان حجج، أي ثمان سنوات تبدأ من الحج وتنتهي في بداية الموسم التالي مما يعني معرفة موسى بالحج والمواقيت. { قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَٰتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَٰنِيَ حِجَجٍ }  [القصص: 27].

 

تشابه بكة مع أحمد وإبراهم:

والقرآن الكريم نزل على عرب نصفهم من أهل الكتاب إما يهود أو نصارى، فكان يخاطبهم بما يفهمونه، ولهذا خاطبهم بلهجة كتابهم المقدس فذكر أنها بكة ولم يقل مكة. وهذا يتشابه مع نفس كلامه عن اسم الرسول وأنه أحمد، ولم يقل محمد، لأن لهجة القوم لم تعرف محمد، بل أحمد، أو أن النص في كتابهم المقدس ذكر اسمه بالرسم أحمد وليس بالرسم محمد، والمقصود بالاسم أي الصفة وسوف نشرح بالتفصيل أن الاسم لا يعني إلا الصفة أو النعت، ولكن الناس حرفوا معناه إلى شيء غامض، فالاسم يعني ما نطلق عليه الصفة كما سنشرح في قاموس القرآن، فعندما قال النص:

{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَٰبَنِي إِسْرَٰءِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَىٰةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَٰتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }  [الصف: 6]

كان يقصد أن الرسول الجديد محمود عند الناس أشد الحمد لما يتحلى به من صفات كثيرة جميلة وجليلة، فكان محمداً أو أحمداً في لهجة القوم. ولو فتش الباحثون في كتب أهل الكتاب القديمة خاصة كتب النصارى، سيجد أحمد واضحاً ربما برسمه ونطقه أو بمعناه.

وهذا أيضاً يتشابه مع إبراهيم عليه السلام؛ فنجد سورة البقرة ترسمه بلا ياء، فكتب إبرام؛ لتؤكد السورة أن إبراهيم القرآني هو نفسه إبراهيم التوراتي الموجود في كتبهم فقد كان اسم إبراهيم القديم هو إبراهم أو إبرام، فتم تغييره، كما ذكر سفر التكوين " وَلَنْ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدَ الآنَ أَبْرَامَ (وَمَعْنَاهُ الأَبُ الرَّفِيعُ) بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ (وَمَعْنَاهُ أَبٌ لِجُمْهُورٍ) لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ" ([7])

فسورة البقرة الموجهة لليهود وخصوصاً بني إسرائيل منهم، بينت لهم أن إبراهيم القرآني هو نفسه إبرام التوراتي. وقد يعترض البعض على أن القرآن لم يكن لأهل الكتاب، فنقول: بأن ثلاثة أرباع القرآن جاء ليوجه أهل الكتاب إلى الصحيح من تاريخ أو عقائد، ويدعوهم للعودة إلى كتبهم الصحيحة بدون تحريف أو تأليف، فقد كان جل البشر في ذلك الزمن على تلك الملتين، وأن العرب كاد أن ينقضي عنهم الشرك والوثنية، إلا قبائل الحمس.

توجيه الحج مثل توجيه القبلة:

لا يوجد أي غرابة في موضوع الحج، فالقرآن يريد إعادة أهل الكتاب إلى مكان الحج الصحيح، وترك تحريفاتهم، فإن الأرض المقدسة في القرآن هي مكة فقط، وأن عليهم الحج إلى مكة، فهي الوجهة الصحيحة. وهذا يتشابه مع توجيه القبلة، وقصتها طويلة ومعروفة في سورة البقرة وقد ذكرنا أنها موجهة إلى اليهود خاصة، فإنها تأمر اليهود بالتوجه في صلاتهم ناحية مكة، وهناك أخبار عن محاولة الرسول عليه السلام في نصح اليهود نحو هذا التوجه، نذكرها في مقال آخر بإذن الله. فالأمر كله مجرد تصحيح لأخطاء أهل الكتاب بسبب الحروب التي جعلتهم يفضلون التوجه للحج إلى أورشليم، بدلاً من مكة، حيث سيطر عليها قبائل عربية طردتهم، أو لنقل استعادة السيطرة على بلادهم، فما كان منهم إلا عمل القطيعة مع تلك المنطقة. وقد ذكرت الأخبار أن يهود المدينة كانوا يتفاخرون ببيت المقدس وأنها أفضل من مكة، فقد كان هناك جدل حول الأمر زمن الرسول عليه السلام. ([8])

والخلاصة أن بكة هي عينها مكة، وأن النص كان موجهاً إلى أهل الكتاب الذين يسمونها بكة وليس مكة، كما ذكر كتابهم، وهذا التبديل بين الحروف معروف عند أهل اللغة، مثل محمد وأحمد، فقد كتب النص بلغة آرامية عربية قديمة. ومن الواضح أن كبار الأحبار اعترضوا على دعوة الرسول لأهل الكتاب بالحج والتوجه بالقبلة نحو مكة، فزعموا أنها غير موجودة في كتابهم المقدس، فبين لهم النص الكريم أنها هي نفسها بكة الموجودة في كتابهم المقدسة.

وأن السبب في تحولهم من الكعبة إلى بيت المقدس هو سبب سياسي وتاريخي، فعندما سقط حكمهم في تلك المنطقة بعد وفاة النبي سليمان، أرادوا التحول عن الكعبة إلى مكان آخر يحكمونه. وهذا نجده اليوم من دعوات غريبة لكن لها نفس الدافع، فنجد بعضهم يزعم أن مكة هي في تدمر وبعضهم يزعم أنها في الجولان وآخرون يريدون بناء كعبة في بلاد مصر، وبعضهم يريدها في إيران أو العراق، وكلها دعوات سببها الحقد السياسي والعقائدي والعنصرية ضد سكان الجزيرة. وكان الأولى ألا يزوجوا بالدين في تلك الخصومات السياسية والاجتماعية.

وفي هذا المقام نقول إن الدعوة إلى زيارة مكة للحج أو العمرة أي لقاء الله هو واجب على كل البشر في كل الأرض مهما كانت ملتهم ودينهم، وأنه يجب أن يسمح لهم بتلك الزيارة لعل الله يهديهم إلى الدين الحق، شرط إلا يلحدوا فيه أي لا يظهروا شركهم فيه وضلالهم. ويمكن فتح المجال لكل الناس، ووضع قوانين مثل عدم السماح بأكثر من حجة للإنسان وألا يعتمر الإنسان إلا كل خمس سنوات. وبهذا تشرق الشمس الإسلامية من جديد على كل البشر، ويدخلون في دين الله أفواجاً.

هذا والله جل جلاله أعلم

علي موسى الزهراني

 

 

 



([1]) موسوعة التفسير المأثور (5/ 375): أخبار مكة للأزرقي (1/ 280)

([2]) موسوعة التفسير المأثور (5/ 381):

([3]) أنظر هذه الموقع عن نابلس وآثارها http://www.nablus-city.org/?ID=1361

([4]) (مزمور 84)

([5]) هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى (2/ 360)

([6]) أخبار مكة للأزرقي (2/ 193) سنن أبي داود ت الأرنؤوط (3/ 259)

([7]) التكوين 17

([8]) موسوعة التفسير المأثور (5/ 370): 

الصورة المرفقة ليهود وقت الصلاة والمكعب الاسود هو تعويض عن الكعبة المفقودة 






 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -