تفسر قوله تعالى وما كنّا له مقرنين

 



تفسر قوله تعالى وما كنّا له مقرنين

{ لِتَسْتَوُا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَٰنَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ }  [الزخرف: 13].

هذا النص يتحدث أساساً عن المركوبات من البهائم، فقد سخرها المولى لنا دون حول ولا قوة منّا أنظر كامل النص

ﵟوَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَزۡوَٰجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡفُلۡكِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مَا تَرۡكَبُونَ ١٢ لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا ‌وَمَا ‌كُنَّا ‌لَهُۥ ‌مُقۡرِنِينَ ١٣ وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ ﵞ [الزخرف: 12-14] 

فيخبرنا المولى أن هذه البهائم التي نمتطيها، لسنا لها قرناء، أي لسنا نتحكم في عقولها كما يحتكم القرين الشيطاني بنا، فللشيطان قدرته على ولوج العقول ومحاولة التحكم بتصرفاتنا.

كذلك تلك الحيوانات نتحكم بها دون قدرتنا على الدخول إلى عقولها فلسنا قرناء عليها، فلا ندري كيف تطيعنا بكل هذه السهولة وهي تستطيع أن تقضي علينا لو أرادت. أنظر في المعجم لفظة قرين.

أنظر للمنظر العجيب فطفل لم يتجاوز أولى سنواته يستطيع أن يقود قافلة من الإبل بأن يمسك الحبل ويسيرهم حيث شاء.

فالبشر يدركون أن هناك شيء عجيب لا يفهمونه، والمؤمنون يدركون أن ذلك مجرد تسخير من الله للبشر، حيث جعل هذه البهائم تطيعنا، بل صار من يرفض الطاعة محل تعجبنا واندهاشنا.

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -