خُلُق وخلاق في القرآن المكرم
الخُلُق
والخلاق لغة:
جذرها هو الخلق وهو أصلين أحدهما تقدير
الشيء والآخر ملامسته. فخلقت الأديم للسقاء أي قدرته. والخلق هو السجية. وفلان
خليق بكذا أي هو ممن قدر فيه ذلك. والخلاق هو النصيب لأنه قد قدر لكل واحد نصيبه.
ورجل مختلق أي تام الخلق. وخلق الكذب أي اخترعه.
وصخرة خرقاء أي ملساء. واخلولق السحاب أي
استوى. ورسم مخلولق أي استوى بالأرض. والمخلق هو السهم المصلح لأنه يصير أملس.
وخلق أي بلي. وأخلقته أنا أي أبليته. والمختلق من كل شيء ما اعتدل. وثوب خلق أي
أملس
وما يهمنا هنا هو معنى الخلاق
فالخلاق هو الحظ والنصيب من الخير
والصلاح. ورجل لا خلاق له أي لا رغبة له في الخير. وقيل الخلاق هو الخير وقيل هو
الدين، وقيل النصيب، وهناك من رأى أن الخلاق يعني الشأن والقدر. والخلاق والخلوق
هو نوع من الطيب. والأخلاق هو الأملس المصمت من كل شيء. والخلقاء هضبة لا نبات
فيها. والخلق حال للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر، بدون تفكر. والخلقة
الفطرة ([1])
رأي
أهل التراث في الخلاق:
يرى مقاتل بن سليمان أن الخلاق هو
النصيب، كذلك اتفق معه السدي ومجاهد. وهناك من يرى أنه الحظ في الآخرة. ويرى آخرون
أن الخلاق تعني الجهة. بينما يرى آخرون أن الخلاق هو الدين وهو رأي الحسن البصري،
بينما يرى آخرون أن الخلاق هو القوام. وحدد بعضهم نصيب هؤلاء وهو السرابيل
والأغلال. وقال آخرون الخلاق هو الحظ من الجنة. يقول قتادة أن الخلاق هو الجهة عند
الله ([2])
الخُلُقُ
في القرآن:
قبل أن نتكلم عن الخلاق يستحسن أن نبحث
عن لفظة الخُلُق
ورد هذا الجذر بهذه الحركات (خُلُق)
مرتان فقط وهما:
{ إِنْ هَٰذَا إِلَّا
خُلُقُ الْأَوَّلِينَ } [الشعراء: 137].
{ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ
} [القلم: 4].
واختلف أهل التراث في المعنى، في الآية
الأولى عن الثانية، بل اختلفوا في كل آية لوحدها، فكانوا يرون التالي:
يرى الحسن البصري أن خُلُق يعني الكذب.
ويرى السدي تخرص الكفار للكذب. ويرى ابن مسعود أن الخلق هنا هو الاختلاق. ويرى ابن
عباس أن الخلق في هذه الآية هو الدين. أما علقمة فيرى رأي ابن مسعود وهو الاختلاق.
بينما يتفق مجاهد بن جبر مع الحسن في أن الخلق عند هؤلاء هو الكذب. ويرى عطاء
الخراساني أن الخلق عند القوم هو أمر الأولين. ويرى مقاتل بن سليمان أن المعنى
أحاديث الأولين. ويظن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن المعنى أساطير الأولين.
أما الآية الثانية التي تتحدث عن خُلُقٍ
الرسول، فترى عائشة أنها تعني الأخلاق وترى أن الرسول كان خلقه القرآن. كذلك ابن
عباس، وحدد ابن عباس خلق الرسول وقال إنه دين عظيم وهو الإسلام. كذلك يرى سعيد بن
جبير أنه دين عظيم. ويرى مجاهد بن جبر أن الخلق هنا هو الدين واتفق معه زيد بن
أسلم. ويحدده غزوان الغفاري بأنه الإسلام. ويتفق الحسن البصري مع عائشة بأن خلق
الرسول هو آداب القرآن. أما قتادة بن دعامة فيقول: هو ما كان يأتمر به من أمر الله
وينتهي عنه من نهي الله ([3])
وبهذا نجد أهل التراث لا يتفقون في معن
واحد للخُلق في الآيتين ففي الأولى يرونه الكذب أو الاختلاق أو الأمر، وفي الثانية
يرونه الدين أو الأخلاق.
الرأي
الصحيح في الخُلُق:
بينما لو تأملنا سنجد الآية الأولى تتحدث
عن خُلُق الأولين، أي طريقهم الذي سلكوه، فهو طريق الأولين أيضاً، فقوم عاد يقولون
لنبيهم هود لا تضيع وقتك معنا بالموعظة، فنحن نتبع آباءنا الأولين، فهذا هو خُلقهم
أي طريقهم الذي سلكوه، ولن نُعذب كما تزعم فكما نجا آباءنا فنحن سننجو من الهلاك
الذي تزعمه.
أما الآية الثانية فهي ترد على مزاعم
الكفار ضد الرسول، فهم يقولون إنه مجنون { مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ
}([4]) والنعمة كما شرحنا سابقاً هي الوحي والدين، وسبب جنونه هو الفتنة
التي تعرض لها من قبل الملائكة الآلهة، لأنه ذكرهم بسوء كما يتصورون، وزعم أنها
مخلوقات وليست معبودات { بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ } ([5]) ومن علامات الجنون المؤكدة هو التخبط في السير، فلا يعرف الرسول كيف
يسير في سبيله { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ}([6]) وبهذا يتضح المعنى بجلاء وهو أن الخُلُق هو السبيل أو الطريق الذي
نسلكه في حياتنا العقائدية، فخُلُق الرسول هو الطريق الذي سلكه في حياته
العقائدية، وقد وصفه القرآن أنه عظيم،
ويختلف عظيم عن كبير وسوف نشرحه في مقال آخر، كذلك الخُلُق عند قوم عاد هو الطريق
الذي سلكه أجدادهم، وهم ساروا بعدهم. وبهذا نجزم أن الخُلُق هو الطريق أو السبيل
الذي نسلكه عقائدياً.
الخلاق
في القرآن:
تبين لنا أن الخُلُق هو السبيل الذي
نسلكه في حياتنا الفكرية، فهل الخلاق مثله أم شيء آخر؟
للنظر
للآيات المبجلات:
{ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَٰنَ
وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَٰنُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَٰطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ
السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَ وَمَا
يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ
فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا
هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ
وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَىٰهُ مَا
لَهُ فِي الْءَاخِرَةِ مِنْ خَلَٰقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } [البقرة:
102].
ﵟٱلۡحَجُّ
أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا
فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ
ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ
يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٩٧ لَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا
مِّن رَّبِّكُمۡۚ فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ
ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَىٰكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن
قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّآلِّينَ ١٩٨ ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنۡ حَيۡثُ أَفَاضَ
ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١٩٩ فَإِذَا
قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ
أَشَدَّ ذِكۡرٗاۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖ ٢٠٠
وَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي
ٱلۡأٓخِرَةِ حَسَنَةٗ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ٢٠١ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ نَصِيبٞ مِّمَّا كَسَبُواْۚ وَٱللَّهُ سَرِيعُ
ٱلۡحِسَابِ ﵞ [البقرة: 197-202]
ﵟيَٰٓأَهۡلَ
ٱلۡكِتَٰبِ لِمَ تَلۡبِسُونَ ٱلۡحَقَّ بِٱلۡبَٰطِلِ وَتَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ
وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٧١ وَقَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ
ءَامِنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجۡهَ ٱلنَّهَارِ
وَٱكۡفُرُوٓاْ ءَاخِرَهُۥ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ ٧٢ وَلَا تُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّا
لِمَن تَبِعَ دِينَكُمۡ قُلۡ إِنَّ ٱلۡهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤۡتَىٰٓ أَحَدٞ
مِّثۡلَ مَآ أُوتِيتُمۡ أَوۡ يُحَآجُّوكُمۡ عِندَ رَبِّكُمۡۗ قُلۡ إِنَّ
ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ٧٣
يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ٧٤ ۞
وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مَنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِقِنطَارٖ يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ
وَمِنۡهُم مَّنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِدِينَارٖ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ إِلَّا مَا
دُمۡتَ عَلَيۡهِ قَآئِمٗاۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي
ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ سَبِيلٞ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ
٧٥ بَلَىٰۚ مَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ وَٱتَّقَىٰ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ
ٱلۡمُتَّقِينَ ٧٦ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ
ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي
ٱلۡأٓخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ
وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ
عَذَابٌ أَلِيمٞ ٧٧ ﵞ [آل عمران: 71-77]
ﵟكَٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِكُمۡ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنكُمۡ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرَ
أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا فَٱسۡتَمۡتَعُواْ بِخَلَٰقِهِمۡ
فَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِخَلَٰقِكُمۡ كَمَا
ٱسۡتَمۡتَعَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُم بِخَلَٰقِهِمۡ
وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ
أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٦٩ أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ
ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ
وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ
فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ
٧٠ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ
يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ
ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ
أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٧١ وَعَدَ
ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا
ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ
وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ٧٢ﵞ [التوبة: 69]
كما قرأنا بالأعلى نجد أهل التراث لا يتفقون
على فهم واحد للخلاق فهم تشعبوا إلى: النصيب، الحظ في الآخرة، الجهة، الدين، القوام،
وحدد بعضهم النصيب بدقة وهو السرابيل والأغلال.
وقد ورد هذا اللفظ ست مرات في أربع آيات
ونلاحظ التالي:
-
تم بيع الساحر لنفسه حتى يتعلم السحر والتفريق.
-
حرص الشخص على نعيم الدنيا، حتى لو كان على حساب نعيم القيامة، فلهذا
هو فقير يوم القيامة وهذا قبل دخول الجنة وقبل الحساب.
-
من لا عهود لهم يواجهون يوم القيامة التالي: لا خلاق لهم، لا يكلمهم
الله، لا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ثم لهم في الأخير عذاب أليم.
-
في الآية الرابعة الخلاق هو محصلة القوة وكثرة الأموال والأولاد.
وبهذا نستنتج أن الساحر قد تحول إلى عبد
باع نفسه، والعبد ذليل، وأنه فضل نعيم الدنيا على نعيم القيامة، وأن الله لا يكلمه
ولا ينظر إليه ولا يزكيه يوم القيامة، وأن الخلاق محصلة الغنى والقوة.
وبهذا نرجح، بل نجزم أن الخلاق هو
الكرامة والتقدير والاحترام، إذ أن هؤلاء الكفار سيُحرمون منها يوم القيامة قبل
الحشر والحساب وقبل دخول الجنة أو النار، فهم يساقون كما تساق البهائم إلى المحشر،
وهم قبلها يضربون وهم قبلها يتم تهديدهم وترعيبهم وقد شرحنا ذلك في عشرات المقالات،
ومن هذه الآيات التي تتحدث عن حالهم قبل دخول النار.
{يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَٰرَهُمْ
} [الأنفال: 50].
{وَأُولَٰئِكَ الْأَغْلَٰلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} [الرعد: 5].
{إِذِ الْأَغْلَٰلُ فِي أَعْنَٰقِهِمْ وَالسَّلَٰسِلُ
يُسْحَبُونَ } [غافر: 71].
{وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَٰمَةِ عَلَىٰ
وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا}
[الإسراء: 97].
{وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا } [الأحزاب:
57].
الخلاصة:
نجد أن الخُلُق هو السبيل أو الطريق
الفكري والعقلي والتوجيهي الذي نسلكه في حياتنا الدنيا، والذي يضبط حياتنا ويرفع
شأننا أو يهبطه. بينما نجد الخلاق هو الكرامة والعزة والاحترام والتقدير، وهذا
نلاحظه في الساحر خصوصاً، الذي مهما عمل، لا ينال أي احترام وتقدير عند الناس رغم
خيفتهم منه، لا في الدنيا ولا في الآخرة.
هذا والله أعلم
علي موسى الزهراني
([1]) «مقاييس اللغة» (2/ 213) «لسان العرب»
(10/ 92) «تكملة المعاجم العربية» (4/ 188) «معجم متن اللغة» (2/ 325) «معجم اللغة
العربية المعاصرة» (1/ 689) «المعجم الوسيط» (1/ 252)
([2]) «تفسير مقاتل بن سليمان» (1/ 127) «تفسير
مقاتل بن سليمان» (1/ 176) «تفسير الطبري» (2/ 453 ط التربية والتراث) «تفسير الطبري» (2/ 365) «معاني القرآن وإعرابه
للزجاج» (1/ 186) «تفسير ابن أبي حاتم» (1/ 195) «تفسير ابن أبي حاتم» (11/ 119) «تفسير
السمرقندي = بحر العلوم» (1/ 80) «تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين» (1/ 211)
هل لديك نظرة أخرى
أطرحها هنا كي نستفيد من علمك