طيب في القرآن المكرم
طيب
في المعاجم:
أصل واحد يدل على خلاف الخبيث.
والاستطابة هي الاستنجاء، وقد نهى الرسول أن يستطيب الرجل بيمينه. والأطيبان هما
الأكل والنكاح. وطيبة مدينة الرسول. والطيب هو الحلال. والطاب هو الطيب. والطيب ما
يُتطيب به. وماء طيب أي عذب. وطعام طيب أي سائغ في الحلق. وطيبة الكلأ أي أخصبه.
وطيبة الشراب أي أجمه وأصفاه. وأرض طيبة أي تصلح للنبات. وطابت الأرض أي أخصبت.
وريح طيبة أي لينة وليست شديدة. ونكهة طيبة أي ليس فيها نتن. وكلمة طيبة ليس فيها
مكروه. وزبون طيب أي سهل في البيع. ونفس طيبة أي راضية. وتربة طيبة أي طاهرة ([1])
طيب
في القرآن:
سنجد الطيبَ في الأكل والبلاد والبشر
والذرية والمؤمنين والمؤمنات، والنساء والرجال، والمساكن والملائكة والريح غيرها
من الأشياء.
وبعد أن وضعنا الافتراضات توصلنا إلى ثلاث
افتراضات وهم:
-
القبول.
-
أن ظاهر الشيء كباطنه.
-
المطاوعة واللين والبذل.
لهذا استبعدنا القبول واستعبدنا الظاهر
والباطن، ولم نجد إلا المطاوعة واللين في البذل، هو المعنى الذي ينطبق على كل
الآيات حسب ما نتصور، كما أنه ينسجم مع معنى الخبيث والذي هو عكسه والذي يعني التعطيل
والضرر، وقد شرحناه في مقال سابق.
الأكل
الطيب:
{ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}
[البقرة : 57]
{ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا}
[البقرة : 168]
عشرات الآيات التي تتحدث عن الطعام
الطيب، فهو فوق أنه حلال فهو أيضاً طيب، أي وفير وكثير وسهل المنال ومفيد.
البلد
الطيب:
{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي
خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ}
[الأعراف : 58]
البلد الطيب هو التراب الزراعي المطاوع
اللين، الذي يمكن زراعته بسهولة والحصول على محصول جيد أكثر من الطبيعي، أما البلد
الخبيث، فزراعته صعبة وجني المحصول أصعب، لهذا لا يخرج إلا نكداً.
وقد بينت سورة سبأ ما حدث لأهل سبأ، فقد
كانت بلدتهم طيبة تنتج الخير الكثير، بمطاوعة وسهولة، فلما هدم السد على بلدهم
الطيب صار بلد خبيث، مليء بالحجارة ومخلفات السد الضخمة، فلم يعد هناك مجال لزراعة
المحاصيل واكتفوا فقط بما تنتجه تلك البلد الخبيثة أي الصعبة من سدر وخمط وأثل.
{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ
وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ
غَفُورٌ} [سبأ : 15]
ﵟوَبَدَّلۡنَٰهُم
بِجَنَّتَيۡهِمۡ جَنَّتَيۡنِ ذَوَاتَيۡ أُكُلٍ خَمۡطٖ وَأَثۡلٖ وَشَيۡءٖ مِّن
سِدۡرٖ قَلِيلٖﵞ [سبأ: 16]
تبدل
الخبيث بالطيب:
{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا
الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ
إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} [النساء : 2]
لم ندرس الأموال بعد، ونرجح أنها تعني ما
نسميه اليوم بالثروة، فهي تشمل الماشية والدراهم والعقار. وما يهمنا هنا أن في تلك
الأموال خبيث وطيب، أي فيها مال لين مطاوع وفائدته أعظم من المعتاد، وهناك مال
خبيث أي مال صعب وعسير، فلو كان دراهم فيبدل دراهمه الرديئة التي لا تُقبل من
الباعة إلا بصعوبة، ويأخذ الدراهم التي يريدها كل بائع، فهي دراهم مطاوعة ولينة
لصاحبها. أو قد تكون الماشية المطاوعة واللينة يأخذها كافل الأيتام منهم ويعطيهم
بدلها بهائم صعبة المراس وعنيدة، وانتاجها ضعيف.
وحتى المحاصيل، يمكن أن تشمل الأمر، فإذا
ظهرت ثمار خبيثة أي قاسية او صعب الوصول إلى غذائها، بسبب وجود بعض الأوبئة في
الثمرة، فيقوم المتكفل بتبديل محصوله بمحاصيلهم الجيدة.
الغنائم
الطيبة:
{فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال : 69]
يتحدث النص عن الغنائم، التي أخذت من
الأسرى، حيث كانت هناك شبهة، وهي أن المؤمنين أسروا جماعة مسالمة مؤمنة أي مستأمنة،
فلا يصح العبث بحركة الناس وتجارتهم وتنقلاتهم، حتى لو كانوا غير مؤمنين بالرسول،
لقد أباح لهم النص هنا هذه الهفوة، وحذرهم من تكرارها، وقال لهم هي حلال طيب، أي
أحلت لكم هذه المرة وهي طيبة أي جاءتكم بسهولة ولين بدون معارك وقتال.
الصعيد
الطيب:
{فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء :
43]
شرحنا أن الصعيد هي الأرض المائلة، فكيف
تكون طيبة؟
أي الأرض المطاوعة اللينة، أي التي فيها
تراب لين ومطاوع، أما الأرض القاسية فلا يصح التيمم بها، وشرحنا معنى التيمم وقلنا
هو إما أنه إمالة الرأس للنظر والفحص، أو هو تقليب الشيء، فهنا يعني تقليب التراب
المطاوع اللين، لكي يستطيع الشخص التيمم بتراب شديد النقاء من الصعيد أي الأرض
المائلة. فالصعيد الطيب هو الأرض المائلة المطاوعة اللينة ذات النفع، ونفعها هنا
هو قيامها بدور الماء.
مساكن
طيبة:
{وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ
وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة :
72]
المساكن في الجنة مطاوعة ولينة، ومفيدة
في تأدية عملها أكثر من المعتاد، فالوصول إليها سهل ولين، وليست في أماكن صعبة أو
مزدحمة.
ريح
طيبة:
{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ
فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ
عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ
دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ
مِنَ الشَّاكِرِينَ} [يونس : 22]
السفن تحتاج إلى الريح فلا يمكن الإبحار
بالسفن الشراعية بدون ريح، والريح الطيبة هي الريح المطاوعة اللينة، والتي تقدم
أعظم فائدة للملاحيين، وعكسها الريح الخبيثة وهي الريح العاصف التي تعاندهم
وتعصيهم وتعطلهم وتضرهم.
الحياة
الطيبة:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
[النحل : 97]
الحياة الطيبة هي الحياة المطاوعة
واللينة، فلا يجد المؤمن إلا قليل من الصعوبات فيها، هذا لمن عمل الصالحات وكان
مؤمن بالآخرة.
الكلم
الطيب:
{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} [فاطر : 10]
لم ندرس بعد الفرق بين الكلام والقول
والمنطق، وما يهمنا هنا هو أن الكلام الطيب هو الذي يصعد، وإذا كان المقصد كلام
البشر الموجه إلى رب العالمين، وهو الدعاء فلعل المقصد هو الدعاء اللين المطاوع أو
أن يكون الأسلوب فيه لين وليس فيه جلافة في الدعاء، وهو ذو فائدة كبيرة، فلا يدعو
صاحبه بأدعية فيها ظلم أو ضرر، بل يدعو بما ينفعه وينفع الآخرين.
وإذا كان المقصود بالكلم الطيب هو
النصائح والتوجيهات والخطب، فإنه فعلاً كلم طيب، لأنه كلام لين ومفيد للناس.
القول
الطيب:
{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}
[الحج : 24]
كلام أهل الجنة مع بعضهم، هين لين مطاوع ولهذا
قال في آية أخرى أنه لا لغو فيه ولا تأثيم، وشرحنا معنى اللغو وقلنا هو التهديد،
وشرحنا التأثيم وقلنا هو السباب والشتم.
وقد يكون القول هنا هو كلام الملائكة مع
المؤمنين-وهو ما نرجحه- فإنهم كما تذكر عشرات النصوص تقول لهم لا تحزنوا وابشروا
بالجنة، فهو كلام لطيف لين ومفيد، كما أن هؤلاء الملائكة يدلون المؤمنين على
الطريق الصحيح، كما شرحنا في كتابنا دار السلام.
التحية
الطيبة:
{ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً
مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [النور : 61]
أي ألقوا السلام على بعضكم عند اللقاء،
وهي تحية ضرورية في ذلك الزمن الذي كان يفقد الأمن خاصة مع الحرب الأهلية بين
السكان في المدينة، فهي تحية مباركة وطيبة، وقلنا إن مباركة أي مترسة بالخيرات وهي
طيبة أي فيها مطاوعة ولين وفائدة، لأنها كلها سلام وعاطفة.
شجرة
طيبة وكلمة طيبة:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ
طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم : 24]
الشجرة الطيبة هي الشجرة المطاوعة
واللينة لأصحابها والمفيدة كثيراً، ومع لينها ومطاوعتها فإن أصلها ثابت لا يتزعزع
وتصل إلى أعلى عليين، ويقصد بذلك أن الكلمة الطيبة أي اللينة المطاوعة، ليست كما
يبدو ضعيفة، بل هي قوية لها جذور تمسكها فهي ثابتة لا تعصف بها الريح وهي تصل إلى
أبعد مدى.
الملائكة
طيبين:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ
عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل : 32]
الملائكة الذين يستقبلون أهل الجنة
مطاوعين لينين ومفيدين يدلونهم على طريق الجنة، على عكس ملائكة النار الغلاظ
الشداد، لهذا اللين والمطاوعة يظهر في محيا الوجه، فتزول مخاوف المؤمنين الذين لم
يعلموا مصيرهم بعد.
طبتم
في الجنة:
{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى
إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ
طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر : 73]
الملائكة تقول لأهل الجنة:
"طبتم" فإما أن المقصد أنهم صاروا طيبين، فكلامهم كله مطاوعة ولين، وهذا
تؤيده آية:
{ وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَٰنًا} [الحجر: 47].
أو أن كل شيء من حولهم طيب معهم الملائكة
والمساكن والحياة كلها هناك. وما يهمنا هنا هو أن الطيب هو اللين والمطاوعة
والفائدة.
طوبى
لهم:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ
مَآبٍ} [الرعد : 29]
يرى أهل اللغة أن طوبى من طيب، وأنه
المقصد هو أطيب، وهذا ممكن فكما أن هناك حسن فهناك أحسن وحُسنى، وهي على وزن
فُعلى. وهذا تؤكده الحياة في الجنة فهي كلها طيبات، أي في غاية اللين والمطاوعة
والفائدة.
المؤمن
الطيب:
{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ
حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ
اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ } [آل عمران : 179]
قلنا إن الخبيث عكس الطيب، وأن الخبيث هو
المعطل الضار، فإن الطيب هو اللين النافع، فالمولى يعرض المجتمع للمحن والفتن، حتى
يتميز الطيب عن الخبيث، وهذا ما حدث فعلاً، فقد حدث استقطابٌ، واصطف الناس إلى
مؤمن صادق ومنافق محترق.
النساء
الطيبات:
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا
طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا
تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}
[النساء : 3]
أي تزوجوا من كانت طيبة أي مطاوعة ولينة
ومفيدة، وهذا لأنها هي التي ستنفعكم في تربية الأطفال، فالآية لا تقول انكحوا من أعجبكم
أو من كانت جذابة، بل من كانت طيبة أي مفيدة تساعدكم على رعاية هؤلاء الأيتام.
الطيبة
تتنازل:
{وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ
شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء : 4]
المهر الذي لا يدفع مقدماً، أو المهر
أثناء دفعه، قد تتنازل المخطوبة عن بعضه، فإن الخطيب إن طلب من المخطوبة أن تقلل
من المهر، وطابت نفسها، أي طاوعت ولانت، عن رضى فلكم أن تأكلوه، فلا يصح إجبارها
فحينها لن تكون زوجة طيبة، بل مغصوبة.
الطيب
من البشر:
{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ
بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ
هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأنفال : 37]
الإنسان الطيب هو المطاوع اللين المفيد،
أما الخبيث فهو الصعب المعاند، وبين أن الخبثاء سيجعلهم فوق بعضهم ويركمهم، وهذا
من باب التحقير والإهانة، فهم كالقمامة المتراكمة يوم القيامة.
الطيبات
للطيبين:
{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا
إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون : 51]
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ
لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [النور : 26]
سوف نفرد مقال في شرح هذه الآية الجليلة،
وما يهمنا هنا هو أن الخبيث والخبيثة عطلا وأضرا بالمجتمع، فقد أذيا تلك الشريفة
الأنصارية، كذلك على عكس ذلك فإن الطيبين والطبيات رفضوا هذا الإفك ودافعوا عنها
وعن المجتمع المؤمن، فالطيب لين ومطاوع ومفيد، لهذا وقف في صف تلك المرأة المؤمنة.
الخلاصة:
إن الطيب عكس الخبيث، فالإنسان الطيب هو المطاوع
اللين المفيد، فالأرض الطيبة هي اللينة التي سهل حرثها وتعطي الكثير. والشجرة
الطيبة هي التي يسهل جني ثمارها ويسهل الاستفادة منها، والمساكن الطيبة هي اللينة المطاوعة
المفيدة. وسبأ كانت بلدة طيبة يسهل زراعتها، فصارت بعد انهدام السيد وتراكم الصخور،
أرض خبيثة يصعب زراعتها فلا تنتج إلا السدر والخمط.
هذا والله أعلم
علي موسى الزهراني
هل لديك نظرة أخرى
أطرحها هنا كي نستفيد من علمك