التيمم في القرآن المكرم
التيمم في القرآن المكرم
يمم
في المعاجم:
كثير من المعاجم لم تطرق هذا الجذر، والتي طرقته اكتفت بالقليل من
المعلومات، وسوف نذكر ما قالته المعاجم:
قيل التيمم من أمه أي قصده. والتيمم هو
التوخي والتعمد. واليم هو البحر الذي لا يدرك قعره وشطاه. وقيل اليم هو لجته.
واليمام هو الطير الأليف وهو أعم من الحمام. وقيل أن اليم من السريانية. وقيل
التيمم ليس من اليمم، بل من الأمم. واليم هو الحية. وتيمم أي توخاه وقصده. والتيمم
هو قصد الصعيد لمسح الوجه ([1])
اليمم
في القرآن:
ورد هذا الجر 11 مرة كلها تشير إلى اليم الذي
قريب البحر والنهر، وثلاثة فقط في التيمم فما التيمم وما اليم ؟
التيمم:
لو وضعنا عدة افتراضات في التيمم، سنجد أن
اثنين منها هما المعقولان، وهما:
- النظر
للأسفل لفحص الشيء
- تقليب
الشيء لفحصه وأخذ ما نريده منه.
هذا ما تم حصره من معان معقولة لهذه المفردة،
وإليك الآيات:
{وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ وَلَا تَيَمَّمُواْ
ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن
تُغۡمِضُواْ فِيهِۚ} [البقرة: 267].
{فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا
فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم مِّنۡهُۚ} [المائدة: 6].
فالتيمم البديل عن الوضوء، يعني النظر إلى
الأسفل بتمعن واختيار صعيد طيب، وقد شرحنا معنى صعيد وقلنا هي الأرض المائلة، لأن الأقذار
لا تبقى فيها، كما اشترط أن يكون الصعيد طيب، وطيب يعني خال من العيوب، والعيوب هنا
في تصورنا ألا تكون فيها أعشاب ونبات أو يكون منظرها يوحي بالنظافة.
فالتيمم هو مزيد من الحرص على طلب
النظافة، فإما أنه إمالة الوجه للأسفل للنظر والتدقيق أو هو بعثرة الصعيد باليد لكي
يخرج التراب الأكثر نقاوة من التراب السطحي، ثم يتم مسح اليد والوجه.
أما التيمم الثاني والذي يتعلق بالمحاصيل
الزراعية، فيحتمل أنه النظر للأسفل والتدقيق في تلك المحاصيل أو بعثرة تلك المحاصيل
باليد، لتمييز ما بين الطيب والخبيث.
فتيمموا صعيداً طيباً تعني وجهوا أبصاركم
للأرض لفحص ما فيه بدقة. أو تعني بعثروا ما في الصعيد الطيب لكي يظهر تراب أكثر نقاء،
وهذا يستلزم أيضاً توجيه النظر بدقة إلى التراب.
كذلك الأمر بالنسبة للمحاصيل، فهي تبين من
يقدم صدقاته من الزرع الرديء. وهذا لا يتم إلا بتوجيه البصر ناحية الزرع للتفريق بين
الاثنين. فالآية تقول لا توجهوا أبصاركم نحو المحاصيل الخبيثة لكي تتصدقوا بها. أو
تيمموا أي بعثروا تلك المحاصيل ليتميز الخبيث من الطيب.
المرجح
بين الفرضين:
ونرجح شكل جازم أن التيمم هو توجيه البصر
ناحية الأسفل، لتقليب الشيء وبعثرته، حتى يصل المبعثر إلى مراده ومبتغاه، فإن كان
يبعثر التراب فهو يريد التراب الطيب وذلك لأن التراب النظيف غالباً يكون بالأسفل، أما
بعثرة المحصول فهو بغرض الوصول إلى المحصول الطيب وذلك لا يحصل إلا بالتيمم أي النظر
والفحص والبعثرة.
الخلاصة:
التيمم هو توجيه البصر نحو الأرض للفحص والتدقيق،
فنحن نيمم نظرنا نحو التراب لكي نتأكد من طهارته، ونحن نيمم نظرنا ناحية المحاصيل والتي
هي على الأرض أسفل منّا لكي نميز الخبيث من الطيب، ثم بعد ذلك نبعثر أو نفصل
فنبعثر التراب لكي نصل إلى التراب الأسفل الطاهر، ونبعثر المحصول لكي نفصل الجيد
عن السيء.
هذا والله أعلم
علي موسى الزهراني
هل لديك نظرة أخرى
أطرحها هنا كي نستفيد من علمك