لماذا
قال أحدهم يوم الحشر؟
{ قَالَ
رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا } [طه: 125].
لماذا
لم يقل بعثتني أو أحييتني أعمى؟
ببساطة لأن بعض هؤلاء العصاة، سيتعرضون لكمية هائلة من الاضواء
الخاطفة، فعندما يخرج الناس من قبورهم ويعيشون حياة بدائية فترة من الزمن، ثم تقوم
لحظة الساعة وتتفجر الأرض بالزلازل والبراكين ثم يسود الظلام ثم يتخلله ضوء البرق
والأمطار، ثم تكثر البروق مع كثرة البراكين المتفجرة، فيعتمد كثير من الناس على
ضوء البرق للانتقال إلى المحشر؛ فالدنيا مظلمة شديدة الظلام بسبب الدخان الذي يحجب
الشمس، فحينها يبرق البصر { فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ } [القيامة: 7]. أي يتعرض لضوء البرق بكثافة.
لكنهم مضطرين للمشي هروباً من اللابات والبراكين الزاحفة { يَكَادُ الْبَرْقُ
يَخْطَفُ أَبْصَٰرَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ
عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَٰرِهِمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
[البقرة: 20]. وأكد القرآن الكريم أن ضوء البرق يخطف الأبصار {يَكَادُ
سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَٰرِ }
[النور: 43].
فلهذا سيصل كثير من الناس إلى المحشر وقد ذهبت أبصارهم، لأن هؤلاء لا
يملكون ضوء يسعى بين أيديهم كالمؤمنين { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَٰتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [الحديد: 12]. ومنهم الرسول ومن معه من
المؤمنين {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ
نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَٰنِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا
أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا} [التحريم: 8].
فهم يطلبون الله أن يزيد من نورهم ذلك ويجعله كاملاً.
وأيضاً
لأن المؤمنين من السابقين الذين يصلون إلى المحشر مبكراً، فتعرضهم لسناء البرق
قليل، أما من يتأخر في السير فيتعرض كثيراً للبرق حتى يخطف بصره فيصل إلى المحشر
وهو أعمى ولهذا يقول ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً
علي موسى
الزهراني
هل لديك نظرة أخرى
أطرحها هنا كي نستفيد من علمك