أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار
مفردات

بعل في القرآن المكرم

بعل في القرآن المكرم بعل لغة: له ثلاثة أصول: الأول بمعنى الصاحب، ومنها البعال أي ملاعبة الرجل أهل...
تفسير

مفتاح سورة البقرة

مفتاح سورة البقرة   نبذة تاريخية مهمة: حتى نفهم سورة (البقرة) يجب أن ندرس عقائد اليهود التي ...

من أكثر رأفة الله جل جلاله أم الرسول عليه السلام

 


 

من أكثر رأفة الله جل جلاله أم الرسول عليه السلام

الحديث التالي باطل جملة وتفصيلاً، وهو تعدي على الذات الإلهية، وسوف يحاسب من اختلقه أشد الحساب، وسوف يحاسب من يردده، ونسأل الله أن يغفر لمن يردده بلا عقل إليك الحديث وإليك النصوص القرآنية التي ترد عليه:

"لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال؛ فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد! فقال:

ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بل أرجوأن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا".([1])

أما نصوص القرآن الكريم فترد على هذا الكلام، وتؤكد أن الله كان يؤجل العذاب على كفار قريش، لعل بعضهم يعود إلى عقله، ولعل جيل الشباب منهم والعامة منهم، يدب في قلبهم الإيمان، ويتركون اتباع كبار كفار قريش.

بل الذي كان حريصاً على القضاء على هؤلاء الزعماء هو الرسول، لما فعلوه من مظالم، زعماء قريش وزعماء اليهود، حتى وصل الأمر إلى التعذيب بالنار وبالكي، كما تقول الروايات، فكان الرسول حريصاً على سلامة من اتبعه، وحريصاً على هداية البشر، وكان هؤلاء الزعماء هم العقبة الكؤود أمام تحرر البشرية من هذا الظلم.

فجاءت الآيات لتؤكد أن الرسول كان يتمنى القضاء عليهم وليس أن يخرج من أصلابهم من يؤمن بالملة. ومنها:

{ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَٰكِمِينَ }  [يونس: 109].

{ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ }  [الروم: 60].

{ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَٰرِ }  [غافر: 55].

{ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ }  [غافر: 77].

{ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ }  [الأحقاف: 35].

بل كان الرسول يتوعدهم بالعذاب والانتقام السماوي، وأنه لو كان الأمر بيده لما انتظر دقيقة واحدة في الانتقام منهم وتدميرهم

﴿قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 58]

وفي آيات أخرى تبين مدى عجلة الرسول ومن معه في الانتصار على الكفار والقضاء على أئمة الكفر منهم

{ حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }  [البقرة: 214]

{ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ٢ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ٣ }  [سُورة النصر].

وقد بين الله جل جلاله أنه ليس عليه إلا البلاغ فقط، فليس له من الأمر شيء وليس من مهامه هداية البشر وليس عليهم بمسيطر.

{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَٰلِمُونَ }  [آل عمران: 128].

{ لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَىٰهُمْ }  [البقرة: 272].

{ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ }  [الغاشية: 22].

 

إن الله جل جلاله هو الأكثر وداً بالبشرية وهو الرؤوف وهو الرحيم، لكنه لن يدفع الناس للإيمان، بل هم من يثابر ويجتهد لكي يصلوا إلى رحاب الله، والله يمد يد الهداية ويساعد من يريد الهداية ومن يسعى. وهو حريص جل جلاله على عدم إدخال البشر في النار { مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ }  [النساء: 147].

إن المسلمين دخلوا في نفق الشرك والوثنية بتمجيد الرسول فوق تمجيد الله جل جلاله، فكأن دعوة الرسول عليه السلام ذهبت هباء مع هؤلاء الفريق، لقد جعلوا الله شديد القسوة والبطش لأقل الأمور، وهو إلحاد في أسمائه جل جلاله، فالله جل جلاله هو الرحيم الودود اللطيف المعطي الكريم البر، أما صفات البطش فهي لا تقع إلا على كبار المجرمين من البشر.

وقد تبين لنا حكمة الله العظيمة، فها هم كفار قريش، يتحولون إلى الإسلام، ويسطرون الأمجاد العظيمة في الفتوحات، فعندما ذهب أئمة الكفر منهم، تبين للجيل الثاني حقيقة الإسلام، فأقبلوا نحوه يناصرونه، فكانوا خير قبيلة في تلك الفترة في رفع لواء الإسلام ونشر العدل والسلام العالمي.

هذا والله جل جلاله أعلم

علي موسى الزهراني



([1]) مختصر صحيح الإمام البخاري (2/ 387)

ali
ali
تعليقات