أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار
مفردات

بعل في القرآن المكرم

بعل في القرآن المكرم بعل لغة: له ثلاثة أصول: الأول بمعنى الصاحب، ومنها البعال أي ملاعبة الرجل أهل...
تفسير

مفتاح سورة البقرة

مفتاح سورة البقرة   نبذة تاريخية مهمة: حتى نفهم سورة (البقرة) يجب أن ندرس عقائد اليهود التي ...

تفسير قوله تعالى ...وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا

 


تفسير قوله تعالى ...وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا

 

{ يَٰأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }  [الحجرات: 13].

وُضعت هذه الآية الكريمة في سورة الحجرات، وسورة الحجرات تتحدث عن الجماعات البشرية التي انضوت تحت الإسلام وصارت من دولة المدينة المنورة. ومن ضمن ما تحدثت به السورة العنصرية والسخرية والتعالي بين تلك الجماعات؛ فلا يحق لجماعة أن تسخر من أخرى أو الزعم بالتفوق عليها، فذلك مرده إلى الله وحده.

وهذا النص الكريم يبين سبب تقسيم المولى جل جلاله للبشر إلى شعوب وقبائل وهو التعارف، والتعارف لا يعني مطلقاً أن نعلم انتماء الأشخاص وإلى أي قبيلة أو شعب، فذلك أمر تافه لا يليق بالنص الكريم، وهذا ليس مبتغى المولى جل جلاله فما قيمة أن نعلم أن الشخص من قبيلة فلان أو علان، فذلك أمر لا يهمنا ولا ينفعنا في شيء إلا فئة العنصريين.

وإنما النص الكريم يبين أمر في غاية الخطورة والأهمية وهو أن ذلك التقسيم الرباني كان غرضه التنافس على العرف أو المعروف، فما هو العرف أو المعروف؟

إنه ببساطة ما نسميه حالياً الأخلاق والقيم، وسوف نشرح ذلك في القاموس بشكل مفصل، لكن نبين هنا أنه سمي بالعرف لأنه شيء معروف عندهم، لأن الله قد برمجهم على تلك القيم في الزمن الأول في عالم الذر، فتلك القيم الأخلاقية معلومة لديهم بالفطرة.

والمولى يدفع البشرية للتنافس على الأخلاق الحميدة لأنهم يتفاخرون على بعضهم ويتنافسون، هكذا خُلقوا! فمن ضمن ما سوف يتنافسون عليه هو العرف أي الأخلاق، وهذا نراه واضحاً بين الشعوب والقبائل، فهم يتفاخرون بينهم بتلك القيم، فيزعمون أنهم أهل الكرم والجود والوفاء، وينزعون عن الآخر تلك الصفات إن كانوا على عداوة. ومن يشتهر من قبائلهم بالغدر مثلاً فقد حكم عليه بالموت، فلا أحد يتواصل مع تلك القبيلة أو الشعب ولا يتزوج منهم، فلهذا كانوا يتنافسون على العرف (الأخلاق) لما فيه من منفعة كبيرة لهم، ولما فيه من دفع ضرر عنهم.

والعجيب أن أهل التراث زعموا أن الرسول عكس المعنى في رواية عن ابن عباس، وأنه زعم أنه من خير البيوت وخير القبائل. لكن هناك روايات أخرى تبين حقيقة معنى الآية؛ فالرسول يبين أنه لا خير في عرق أو نسب، ولا لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود.

«موسوعة التفسير المأثور» 20/ 431

والحقيقة أنه قد يتفوق شعب على شعب أو قبيلة في زمن معين في أخلاقه، لكن هذا لا يدوم، فالأمر يحتاج إلى يقظة وانتباه من عقلاء النخبة أولي الأمر، فإن الانحدار سهل والسقوط هين.

ولو كنتم في زمنٍ، أهل عزة وكرامة، فتذكروا حال أجدادكم وكيف كانوا، وتنبهوا إلى حال أحفادكم فما أسهل السقوط. والتكبر والتعالي مما ينافي التقوى فهو علامة على السقوط.

فالتقسيم غرضه بسيط جداً وهو التنافس في كل شيء ومن أهم الأشياء هو التنافس على الأخلاق الحميدة.

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

هذا والله جل جلاله أعلم

علي موسى الزهراني

ali
ali
تعليقات