فلسفة اللذة في الإسلام

فلسفة اللذة في الإسلام


خلق المولى -جل جلاله- فينا، جهاز عصبي يتلذذ

وهناك حواس تمدنا باللذة

لذة النظر إلى الجمال

لذة الاستماع إلى الموسيقى والكلام العذب

لذة الطعام والشراب

لذة الجنس

لذة الشم للروائح المنعشة

وحتى النوم لذة.

وهي متجذرة فينا، وبسببها نحب الحياة

ولهذا كبار السن يفقدون الرغبة في الحياة

لأن تلك اللذائذ ضعفت عندهم

ومن يحارب اللذائذ - مثل الصوفية- فهو أحمق

وهو أيضاً كاذب على نفسه دون أن يدري

وعند أقل امتحان يفتضح.

وفي الآخرة، ستزداد تلك اللذائذ كما وكيفاً

أي سيصبح لدينا جهاز عصبي قادر على استيعاب

لذائذ الآخرة، وكذلك سيستوعب عذابات الآخرة

فالجهاز العصبي هو المستقبل للذائذ والعذابات

لهذا وصف الآخرة بالحيوان أي قمة الحياة.

لكن هذه اللذائذ يجب ضبطها

فلا يصح أن تسيطر على أخلاقنا

أي لا يصح الظلم أو الغش لكي نلبي تلك الرغبات

كما لا يصح أن ندمن تلك اللذائذ

 فلكل شيء حد معقول

وكلما ضبطت نفسك وصبرت

كلما زاد تذوقك للذة

فالطعام الرديء مثلاً يصبح ألذ الوجبات بعد الجوع

فما بالك بالطعام الفاخر بعد جوع

والماء بعد عطش كأنه سلسبيل

ومن يبالغ في الاستجابة للرغبات يتحول إلى عبد لها

وعندها لا تكفيه تلك الرغبات فيبحث عن الكم والكيف

أي ما يسميه القرآن الشهوات

والشهوات مذمومة في الدنيا، مقبولة في الآخرة

لأن تلبية الشهوات في الآخرة، ليس فيها ظلم

ولأن الجهاز العصبي هناك يتحملها

فلست أدري كيف دخلت الصوفية بلاد المسلمين؟!

وكيف بالغ المتشددون في محاربتها وكبتها؟!

رغم أن القرآن يتعامل معها بعقلانية

ويدعو فقط إلى ضبطها قليلاً.

فاللذائذ هي ذاتها الحياة

على أن صيانة النفس أعظم من اللذة

ومن يبيع نفسه من أجل اللذة

فلن يتلذذ أبداً إلا تلذذاً بألم نفسي

أو هو أشبه بالأنعام كما يقول القرآن

ويمكن فهم الأمر ببساطة أن تلبية لذائذ الجسم

ليس على حساب لذائذ النفس

ومن دعم لذائذ النفس أكثر من لذائذ الجسم

فإنه يصبح من العظماء.

واللذائذ هي الدينمو الذي يحركنا

والمولى جل جلاله يريدنا أن نعمل ونتحرك ونتطور

وها نحن اليوم نصل إلى قمة تطورية عجيبة

وسوف نواصل المسير، حتى يتعجب منّا الجن والملائكة.

ويقولون: نعم إنه يستحق الخلافة

هذا والله عز وجل، أعلم

علي موسى الزهراني 

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -