لماذا نستلم كتابنا يوم القيامة عن اليمين والشمال ووراء الظهر؟

 


لماذا نستلم كتابنا يوم القيامة عن اليمين والشمال ووراء الظهر؟


يستلم الإنسان كتابه على حسب ما كان يتعامل به مع كتابه المقدس؛ فإن كان يتعامل معه بقوة وحزم وجد، تسلم كتاب أعماله بيمينه التي تعبر عن القوة والحزم.

{ يَٰيَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَٰبَ بِقُوَّةٍ وَءَاتَيْنَٰهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا }  [مريم: 12].

{خُذُوا مَا ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }  [البقرة: 63].

وإن كان الشخص يتعامل مع كتابه المقدس ببعض التهاون، تسلم كتاب أعماله بشماله التي تعبر عن اللين والتهاون والضعف.

{ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَٰسِقِينَ }  [الأعراف: 102].

فإن كان ممن ألقى كتابه المقدس وراء ظهره في الدنيا، أي نبذه نبذاً كلياً؛ فلا ينتسب إلى ملته إلا بالاسم.

{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَٰقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ}  [آل عمران: 187].

تسلم كتاب أعماله بالنبذ وراء الظهر.

{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ }  [الانشقاق: 10].

فكما كنت تتعامل مع كتابك المقدس، كذلك سيتم تسليمك كتاب أعمالك بنفس الطريقة، ففي الدنيا كان التعامل مع الكتاب المقدس معنوياً ثم صار يوم القيامة حسياً ملموساً. مثله مثل الصراط المستقيم، فهو في الدنيا معنوي مجسداً في تعاليم الله العظمى، فيصير يوم القيامة حسياً، يسير فيه المؤمنون إلى الجنة.

هذا والله جل جلاله أعلم.

علي موسى الزهراني

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -