أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار
مفردات

بعل في القرآن المكرم

بعل في القرآن المكرم بعل لغة: له ثلاثة أصول: الأول بمعنى الصاحب، ومنها البعال أي ملاعبة الرجل أهل...
تفسير

مفتاح سورة البقرة

مفتاح سورة البقرة   نبذة تاريخية مهمة: حتى نفهم سورة (البقرة) يجب أن ندرس عقائد اليهود التي ...

الركس في القرآن المكرم


 

الركس في القرآن المكرم

الركس لغة:

 

 

الركس أصل واحد، وهو قلب الشيء على رأسه، ورد أوله على آخره، وارتكس فلان في أمر قد كان نجا منه، أي انتكس ووقع. والركوسية قوم لهم دين بين النصرانية والصابئية. والركس هو الرجس. والركس الكثير من الناس. الراكس هو الثور يكون في وسط البيدر حين يداس. وراكس هو وادٍ من الأودية. والرّكاس حبل يشد به خطم الجمل إلى رسغ يده فيضيق عليه، فيبقى رأسه معلقاً فيذل. والركاسة هي ما أدخل في الأرض. وارتكس أي ازدحم. ([1])

 

الركس في القرآن المكرم:

لم يرد جذر الركس إلا مرتين في سورة واحدة هي النساء، ومن خلال معاجم اللغة، والقرآن، يتبين أن الركس هو ليس العودة لأن القرآن استخدم جذر الرد وجذر الرجوع لذلك، ولكن الركس هو نوع من الحركة، فإما أنها تعني السقوط والانقلاب فيصبح الرأس في الأسفل والقدمان في الأعلى، أو يقصد بها حركة دائرية متكررة حول شيء، بحيث لا يخرج من تلك الدائرة.

والحركة الدائرية الطوافية هي الأقرب للصواب، ففي الآية الأولى أركسهم الله ويشرح بعد ذلك أنه أضلهم، فنرجح أن الركس هو نوع من الضلال الذي استحقوه، فهم لا يتجاوزون تلك الحركة الفكرية الدائرية {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النساء : 88]

فهم في تذبذب وتردد وضلال كما يقول في نص لاحق من نفس السورة {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا }  [النساء: 143]

والحركة الدائرية المترددة والمتكررة، هي الأقرب لمعنى الضلال، فالانقلاب رأساً على عقب، لا يتبعه حركة بل سكون دائم، ولكن الحركة الدائرية هي حركة مستمرة لا تتوقف، وهي دليل على الضلال، فهم يبحثون عن مخرج لهم من ذلك الضلال فلا يجدونه.

ولهذا قال في النص الثاني أنهم عندما يُدفعون إلى دائرة الفتنة، فإنهم يركسوا فيها، أي يدورون داخلها بلا قدرة على الخروج، لأن الله أضلهم بسبب أعمالهم، فهم ميالون إلى الفتنة أي قتال المؤمنين وردهم عن الإسلام.

{سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} [النساء : 91]

والخلاصة أن الركس، هو دخول في دائرة الضلال، وعدم القدرة على الخروج منها، فيظل الضال في حركته الدائرية، كأنه يطوف داخلها بلا قدرة على الخروج.

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني



([1]) «مقاييس اللغة» (2/ 434) «العباب الزاخر» (1/ 118 بترقيم الشاملة آليا) المعجم الاشتقاقي المؤصل (2/ 847)


ali
ali
تعليقات