هل هناك عمل في الجنة؟

 



هل هناك عمل في الجنة؟

لم يرد في القرآن أي نص يدل على عمل شاق، أو حتى عمل عادي، فكل شيء متوفر وقريب، حتى الثمار قريبة، والأنهار تجري تحت منازلهم، بل هناك أنهار تجري من عسل ولبن وخمر.

{ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ }  [الحاقة: 23].

{ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَٰلُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا }  [الإنسان: 14].

وهم على سرر متقابلين ومتكئين، مما يعني شدة الراحة

{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَٰبِلِينَ }  [الحجر: 47].

{ عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَٰبِلِينَ }  [الصافات: 44].

{ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَٰبًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِءُونَ }  [الزخرف: 34].

{ مُتَّكِءِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ }  [الطور: 20].

{ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ }  [الواقعة: 15].

وهناك كائنات هي التي تخدمهم

{ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَٰنٌ مُّخَلَّدُونَ }  [الواقعة: 17].

{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَٰنٌ مُّخَلَّدُونَ }  [الإنسان: 19].

وورد عمل واحد قد يبدو متعباً وهو التفجير.

{ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا }  [الإنسان: 6].

لكنه ليس بمتعب، فقد ذكر النص أنهم يفجرون تلك العين بطريقة لا نعلمها، وهي بالتأكيد من السهولة بمكان، بل من التسلية.

وقد شرحنا في كتاب دار السلام أن القوم لا يمسهم نصب أي تعب شديد، ولا لغوب أي التعب القليل جداً، وهذا يعني ألا عمل في الجنة.

{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} [فاطر: 34، 35]

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ } [الحجر: 45 - 48]

وكذلك الحال في مصدر شغل، الذي ورد مرتين فقط:

{ إِنَّ أَصْحَٰبَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَٰكِهُونَ }  [يس: 55].

{ سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَٰلُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْءًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا }  [الفتح: 11].

وقد بينا في المعجم القرآني، أن الشغل ليس بذل العمل، بل هو بذل التفكير، فالقوم في تأمل وتفكير للمتعة مثل تأمل الفيلسوف والحكيم.

   هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -