أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار
مفردات

بعل في القرآن المكرم

بعل في القرآن المكرم بعل لغة: له ثلاثة أصول: الأول بمعنى الصاحب، ومنها البعال أي ملاعبة الرجل أهل...
تفسير

مفتاح سورة البقرة

مفتاح سورة البقرة   نبذة تاريخية مهمة: حتى نفهم سورة (البقرة) يجب أن ندرس عقائد اليهود التي ...

هل عائشة هي مريم المجدلية؟

 



هل عائشة هي مريم المجدلية؟

بحر متلاطم من الجماهير والشعوب، التي خضعت للحكم الإسلامي والتي ظلت على دينها، فلم يكن من المستطاع منع انتشار ثقافتهم على المسلمين. وخاصة النصارى الذين تسربت عقائدهم إلى المسلمين، وبعضهم تحول إلى الإسلام طمعاً في منصب أو تخلصاً من ضريبة، لكنه حمل معه دينه بقضه وقضيضه.

ولما قام الجدل بين المسلمين والنصارى، واستطاع المسلمون النيل من النصرانية لضعفها النسبي مقارنة بالإسلام الصلب، وخاصة عن قصص يسوع ومغامراته المتعلقة بالنساء، وبالأخص مريم المجدلية ([1]) التي كانت مومساً ثم تابت على يده.

لهذا ولكي يدافع النصارى عن يسوع ومريم، جعلوا تلك القصص تُنسب إلى الرسول عليه السلام فاختلقوا شخصية هي عائشة، حملت كثير من الصفات التي كانت تحملها مريم المجدلية. وبهذا لم يعد هناك أفضلية لمحمد على يسوع، فهو لديه نفس القصص الغرامية التي كانت عند يسوع.

وعند الاطلاع على السيرتين وعمل مقارنة بين مريم وعائشة نجد التشابه بينهما:

1. عشق يسوع لمريم المجدلية، مثل عشق الرسول لعائشة كذباً وزوراً. بل كان التلاميذ يقرون بأن يسوع يحب مريم أكثر منهم، كذلك الرسول كان يحب عائشة أكثر من أصحابه، أو هو على الأقل لم يعلن حبه عن أحدٍ إلا حبه لعائشة، وهذا يبين مقدار عشقه لها.

2. يسوع يقبل مريم أمام تلاميذه وتضايقهم من ذلك، والرسول يزعمون كذباً أنه يقبل ويمص لسان عائشة في نهار رمضان. ([2])

3. مريم مصدر العلم، فقد كان أتباع يسوع يستفتونها ويرجعون إليها، حتى بطرس وهو أهم تلميذ ليسوع يرجع إليها. وهذا مطابق لشخصية عائشة، التي كان معظم الصحابة يرجعون إليها.

4. مريم المجدلية متهمة بأنها مومس، وهذه التهمة ألقاها بعض الأوغاد السفلة على شخصية مخترعة اسمها عائشة، وزعموا أنها زوجة الرسول المكرم، ولو صح أن للرسول زوجة هي عائشة فمن المؤكد أنها طاهرة وأن من يتهمها بالزنا سيخلد في النار حتماً. {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}  [الأحزاب: 33].

5. أكثروا في تحريض يسوع ضد مريم المجدلية، لدرجة أنه صار في موقف دفاع ويتأذى منهم بسببها، وهذا ما قاله الرسول في عائشة المزعومة «‌لَا ‌تُؤْذِينِي ‌فِي ‌عَائِشَةَ» ([3])

6. كان يسوع يحرص على سفر مريم المجدلية معه في تنقلاته وسفراته، كما كان الرسول يحرص على أخذ إحدى زوجاته معه، وخاصة عائشة. وهذا كذب وافتراء. فلم يكن الرسول المكرم ليأخذ زوجاته ويعرضهن للخطر في المعارك، ويجعل أصحابه ينظرون إليه أنه صاحب شهوة وأنه أناني يأخذ زوجته وهم بلا زوجة.

7. من كثرة اعتراض أتباع يسوع لوجود مريم المجدلية خاصة كونها امرأة، قرر المسيح أنه سيحولها إلى رجل أي تكون فيها صفات الرجال من قدرة وتحمل والتفكير. وهذا ما زعموه في عائشة فهي رجلة الرأي ([4])

وبهذا يتبين لنا أنه من الوارد أن شخصية عائشة مختلقة، ولا وجود لها، أو أنها كانت موجودة فعلاً، ولكن لا يصح أي شيء من سيرتها المتداولة في كتب السنة. وأن النصارى اختلقوا قصصا عنها نكاية بالمسلمين، أو أنهم نقلوا ثقافتهم عن مريم المقدسة وجعلوها في عائشة المقدسة بعد تحولهم للإسلام.

وعلى المؤمن التقي الورع الحريص على سمعة الرسول وسمعة زوجاته أمهاتنا، أن يتوقف عند هذه المرويات والقصص، ويرفضها جملة وتفصيلاً، فما لا يقبله على زوجته، من أن تنشر أسرار بيته وخصوصياته، كيف قبلت نفسه أن تنشر زوجة الرسول المزعومة، خصوصيات الرسول

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني



([1]) يمكن الرجوع لكتاب مسيحية بولس وقسطنطين لابن قرناس مطبوعات الجمل ،من صفحة 22 وما بعدها

([2]) الأحاديث في هذا كثيرة مما يندى لها الجبين «مسند أحمد» (41/ 228 ط الرسالة) أما حديث مص اللسان فقد ورد عند أبي داود وأحمد، وقد رفضه الألباني وابن القيم، ونحن كذلك نرفضه حتما ولكنه يشير إلى سطوة النصارى وقدرتهم على تمرير الأحاديث والقصص التي تتطابق مع قصص يسوع.

([3]) «صحيح البخاري» (2/ 912)

([4]) «شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه» (11/ 184) «فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب» (9/ 228) «مشيخة ابن حذلم» (ص38 بترقيم الشاملة آليا)


ali
ali
تعليقات