أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار
مفردات

بعل في القرآن المكرم

بعل في القرآن المكرم بعل لغة: له ثلاثة أصول: الأول بمعنى الصاحب، ومنها البعال أي ملاعبة الرجل أهل...
تفسير

مفتاح سورة البقرة

مفتاح سورة البقرة   نبذة تاريخية مهمة: حتى نفهم سورة (البقرة) يجب أن ندرس عقائد اليهود التي ...

الحرص في القرآن المكرم

 



الحرص في القرآن المكرم
حرص لغة:
أصلان أحدهما الشق والآخر الجشع. فحرص القصار الثوب إذا شقه. والحارصة من الشجاج التي تشق الجلد. والحرصيان جلدة حمراء بين الجلد الأعلى واللحم تُقشر بعد السلخ. والحريصة هي السحابة التي تقشر وجه الأرض من شدة وقع مطرها. أما الشجع والإفراط في الرغبة فيقال: حرص إذا جشع. حُرص المرعى إذا لم يُترك منه شيء، كأنه قُشر من وجه الأرض ([1])
الحرص في القرآن
ورد هذا الجذر خمس مرات مرة في حق اليهود ومرة في حال المعدد، وثلاث مرات في عاطفة الرسول تجاه الناس. ولو تأملنا في المفردات سنجد أن قلب حرص هو صرح، وصرح هو الابراز والإظهار ([2]) فكأن الحرص هو ضم ولم الشيء والصرح هو عكسه وهو ترك الشيء يظهر للناس.
كذلك نلاحظ أن هناك جذر قريب منه وهو حصر، والحصر هو الجمع والحبس ([3]) ونلاحظ أن الحصر جمع وحبس للماديات أما الحرص جمع وحبس للمعنويات كالحرص على الحياة والحرص على العدل والحرص على إيمان الناس.
فالقرآن يخبرنا حرص اليهود على الحياة أي رغبتهم على ضمها ولمها وعدم إفلاتها
{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٍ }  [البقرة: 96].
وكذلك يخبرنا على رغبة المؤمن في العدل فحرصه أي لمه وجمعه وعدم تركه يفلت من يده حتى يكون عادلاً بين زوجاته.
{ وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ }  [النساء: 129].
ثم في ثلاث آيات يحدثنا القرآن على رغبة الرسول في حرص الناس، أي لمهم وجمعهم داخل دائرة الإيمان، كيف لا وهو يراهم أبناءه وقطعة من فؤاده.
{ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }  [التوبة: 128].
{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }  [يوسف: 103].
{ إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَىٰهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ }  [النحل: 37].
وهذا تؤكده نصوص أخرى التي تشير إلى مدى ألم الرسول من ضلال الناس واستمرارهم في البعد والخروج عن دائرة الإيمان
{ فَلَعَلَّكَ بَٰخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ ءَاثَٰرِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا }  [الكهف: 6].
{ لَعَلَّكَ بَٰخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }  [الشعراء: 3].
الخلاصة:
الحرص عكس الصرح وقريب من الحصر، فالحرص للمعنويات والحصر للماديات، ويقصد بهما الجمع واللم وعدم التفريط، فالحرص في القرآن جاء قاصداً عدم التفريط في بعض المعنويات كالحياة والعدل والإيمان.
هذا والله أعلم
علي موسى الزهراني


([1])  «مقاييس اللغة» (2/ 40) «المعجم الاشتقاقي المؤصل» (1/ 408)

([2]) «مقاييس اللغة» (3/ 347)

([3]) «مقاييس اللغة» (2/ 72)


ali
ali
تعليقات