أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار
مفردات

بعل في القرآن المكرم

بعل في القرآن المكرم بعل لغة: له ثلاثة أصول: الأول بمعنى الصاحب، ومنها البعال أي ملاعبة الرجل أهل...
تفسير

مفتاح سورة البقرة

مفتاح سورة البقرة   نبذة تاريخية مهمة: حتى نفهم سورة (البقرة) يجب أن ندرس عقائد اليهود التي ...

البرق والرعد والصواعق في القرآن المكرم

 



البرق والرعد والصواعق في القرآن المكرم

رعد لغة:

رعد أصل يدل على حركة واضطراب. وكل شيء اضطرب فقد ارتعد. والرعديد الجبان. وأرعدت فرائص الرجل وذلك عند الفزع. والرد مصع ملكٍ يسوق السحاب. ورعد الرجل أي أوعد وتهدد. وأرعدنا أي سمعنا الرعد. وجاء بذات الرعد والصليل أي جاء بشر وغزو. وذات الرواعد الداهية. والرعدة هي النافض. والرعد صوت السحاب ([1])

برق لغة:

البرق أصلان، أحدهما لمعان الشيء والآخر اجتماع السواد والبياض في الشيء الواحد. فالبرق وميض السحاب. والبارقة السحابة ذات البرق. وكل شيء يتلألأ لونه فهو بارق. وتسمى  السيوف بوارق لأنها تبرق. ومرت بنا الليلة بارقة أي سحابة فيها برق. ويقال للمرأة الحسناء إبريق. وبرقت المرأة أي تحسنت وتزينت. وأبرقت ببلد كذا أي أمطرت. وأبرق وأرعد أي تهدد. وأبرقت الناقة أي تحرك ذيلها بين عجزها وفرجها. وبرق الرجل إذا جاء بشيء لا مصداق له. وبرق بصره برقاً إذا كان في حيرة من أمره. وبرق الرجل ذهبت عيناه في رأسه. أو ذهب عقله. وبرّق فلان عينيه أي أوسعهما ولألأ بهما من شدة النظر ([2])

صعق لغة:

أصل واحد يدل على صلقة وشدة صوت. فالصعق هو الصوت الشديد. وحمار صعق الصوت أي شديده. والصاعقة هي الوقع الشديد من الرعد. والصعاق هو الصوت الشديد. وصعق إذا مات. وصعقت الركية أي انقاضت فانهارت. وصعق الثور أي خار خوراً. والصاعقة جسم ناري مشتعل يسقط من الماء في رعد ([3])

رأي أهل التراث في الرعد والبرق والصواعق:

يرى أبو هريرة أن الرعد هو صوت الملك يزجر به. ويرى عبد الله بن عمرو أن الرعد هو ملك يسوق السحاب، فإن تفرق السحاب عنه زجره بصوته حتى يجتمع. ويرى ابن عباس أن الرعد ملك ينعق بالغيث. وفي رواية أخرى عنه أن الرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح التكبير. فإذا اشتد زجره للسحاب اضطرب السحاب واحتك فتخرج الصواعق من بينه.

 ويرى ابن عباس أن الرعد ملك بينما البرق ماء. وهناك رواية عنه أن الرعد هو الريح. ويرى مجاهد أن الرعد ملك يسبح بحمده. ويرى مجاهد أن الرعد ملك يُزجر السحاب بصوته. ويرى الضحاك أن الرعد ملك وصوته هو تسبيحه. ولكن محمد الزهري شذ عنهم فعندما سئل عن الرعد قال: الله أعلم.

أما البرق فكما رأينا زعم أحدهم أنه الماء، ويرى علي بن أبي طالب أنه مخاريق من نار، يزجر الملائكة به السحاب. وذهب بعضهم أنه اصطكاك الأجرام. ويرى أبو هريرة أن البرق هو اصطفاق البرد. ويرى ابن عباس أن البرق هو مخاريق بأيدي الملائكة يزجرون بها السحاب. وفي رواية أخرى عنه أنه سوط من نور. وفي رواية له أن البرق هو ملك يترايا. أي يملك يمكن مشاهدته من خلال ضوءه، وفي رواية أخرى عنه أن البرق من تلألئ الماء، ويرى كعب أن البرق ملك لو ظهر لأهل الأرض لصعقوا. وزعموا أن للبرق وجوهاً أربعة هي الثور والنسرو الأسد والإنسان وزعموا أيضاً أن البرق هو حركة أجنحة الملائكة ([4])

البرق والرعد والصعق في القرآن المكرم:

بداية نؤكد أن الرعد والبرق والصعق، بل حتى الظلمات تظهر مع ظهور السحب الركامية، فإذا تراكم السحاب صار ما تحته ظلمات، فإن أظلم ظهر البرق والرعد والصواعق، إذا شاء المولى.

{فِيهِ ظُلُمَٰتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَٰبِعَهُمْ فِي ءَاذَانِهِم مِّنَ الصَّوَٰعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}[البقرة: 19].

فإذا نظرنا إلى نصوص البرق يتبين لنا أنه الضوء الذي يكون مع السحاب الممطر

{يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَٰرَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم}  [البقرة: 20].

ويسميه القرآن سنا

{يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَٰرِ}  [النور: 43].

ولعل السنا هو الضوء الذي يكون في الأفق، ولم يرد هذا الجذر إلا في هذه الآية، فالسنا قريب من السما.

فلو انتقلنا إلى نصوص الرعد

نجده يسبح وظن أهل التراث أنه ملك من الملائكة، لأنه يسبح، والصحيح أن التسبيح لكل الكائنات كما تقول الآيات.

{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَٰوَٰتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا }  [الإسراء: 44].

ولكي نفهم كيف يسبح الرعد، يجب أن نفهم معنى التسبيح، وهذا سنكتبه في مقال مستقل بالتفصيل. لكن نقول هنا أن التسبيح يكون بإصدار الأصوات، فلا تسبيح بلا صوتٍ، فالبشر يسبحون الله بصوت يخرجونه هو حمد الله وذكر صفاته.

وبهذا يكون الرعد هو الصوت الذي يأتي مع السحاب الممطر والذي يلي البرق. وأثبتت الأبحاث أن البرق والرعد من أصل واحد، ولكن البرق نراه قبل أن نسمع الرعد لسرعة الضوء التي تفوق سرعة الصوت الرعدية.

فإذا كان الرعد هو الصوت فما هي الصواعق؟

الصواعق هي رعد يكون قريباً من مسامعنا، فتلك الضربة البرقية قريبة في الأفق، فيصدر معها صوت رعدي هائل ويسميه القرآن الصاعقة، لأنها تصعق النفوس، ولهذا يضعون أصابعهم في آذانهم

وقد يؤدي الصعق إلى الإغماء كما حدث مع موسى

{وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ}  [الأعراف: 143].

وقد يؤدي الصعق إلى موت السكان في منطقة محدودة.

{فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَٰعِقَةً مِّثْلَ صَٰعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }  [فصلت: 13].

وقد يؤدي الصعق إلى موت كل الكائنات السماوية والأرضية.  

{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ}  [الزمر: 68].

الخلاصة:

أن البرق والرعد والصعق، من منتجات السحب الركامية، فالبرق والرعد من أصل واحد يتسابقان إلى الأرض، لكن البرق يسبق الرعد لأن الضوء أسرع من الصوت كما نعلم اليوم، فأما الصعق فهو رعد لكنه يختلف عنه في المقدار وفي القرب، ولهذا هو خطير على مسامعنا، ولهذا يضع الناس أصابعهم في آذانهم من قوته.

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني



([1])  «مقاييس اللغة» (2/ 411) «المعجم الاشتقاقي المؤصل» (2/ 820)

([2]) «مقاييس اللغة» (1/ 221) «المعجم الاشتقاقي المؤصل» (1/ 107)

([3])  صعق لغة: «مقاييس اللغة» (3/ 285)  «المعجم الاشتقاقي المؤصل» (3/ 1226)

([4]) «موسوعة التفسير المأثور» (2/ 130)


ali
ali
تعليقات