أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار
مفردات

بعل في القرآن المكرم

بعل في القرآن المكرم بعل لغة: له ثلاثة أصول: الأول بمعنى الصاحب، ومنها البعال أي ملاعبة الرجل أهل...
تفسير

مفتاح سورة البقرة

مفتاح سورة البقرة   نبذة تاريخية مهمة: حتى نفهم سورة (البقرة) يجب أن ندرس عقائد اليهود التي ...

بابل في القرآن المكرم

 


بابل في القرآن المكرم

بابل لغة:

قيل بابل هي العراق وقيل، بل بابل هي دنباوند. ويرى الحسن أن بابل هي الكوفة. وقال الأخفش: لا ينصرف لتأنيثه، فاسم كل مؤنث إذا كان أكثر من ثلاثة أحرف لا ينصرف في المعرفة. وقال أبو معشر: إن الكلدانيين هم أول من نزل بابل، وقيل بل نوح وهو أول من عمرها ([1])

بابل في القرآن:

لم يرد هذا اللفظ إلا مرة واحدة في آية هاروت وماروت

{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَٰنُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَٰطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَ}  [البقرة: 102].

وهو بالتأكيد موقع جغرافي، وبابل مشهورة عند الأمم، فنبوخذ نصر الثاني سبى اليهود إلى مدينة بابل، ومكثوا فيها من سنة 587ق.م إلى سنة 539ق.م. عندما سمح لهم قورش بالعودة إلى بلاد الشام، لكن كثير منهم استقر ببابل ولم يغادرها.

وربما هذا أحد الأسباب في زعمهم أن إبراهيم عليه السلام من تلك البلاد من كلدان، فالنبي إبراهيم عربي قح وليس كما يزعمون، من الأعاجم الذين لا يتكلمون العربية، فمدينة أور الكلدانية هي موطن أسرة النبي إبراهيم كما تزعم التوراة.

وكانت العاصمة بابل مركزاً حضارياً عظيماً في تلك الفترة، ففيها تنوع أثني وثقافي واسع، وكان من ضمن هؤلاء بني إسرائيل، وتذكر بابل في الكتاب المقدس التوراتي، وتنبأ نبي إرميا بزوال قوتها. ولعل هذا سبب ذكرها في القرآن المكرم، فذلك النص الكريم موجه إلى اليهود ومن آمن بالرسول محمد ولو إيماناً ضعيفاً، فليس في بابل أي مزية عن المدن الأخرى كمدينة مبجلة.

وقد ذكرها اليونان، وما عرفوه عنها كان مشوهاً، فهي مدينة الفسوق والإغواء. كما وصفوا عماراتها العظيمة، ومنها الحدائق المعلقة، لكن من الجانب الآخر فقد مدحها الفلاسفة اليونان، وهي مهد الحضارة ومركز التجمع الحضري، وتعلم فيها فيتاغورس اثنا عشر سنة، واتصل طاليس وديموقريطس بعلمائها.

سبب ذكر بابل في القرآن:

مدينة بابل مدينة عظيمة، بل هي من أعظم المدن، لا شك في ذلك، ويبدو أنه كان هناك حريات واسعة في النقاش وإظهار المهارات، لكن هناك مدن وعواصم أعظم منها، أما سبب ذكرها في القرآن، فلأن اليهود استوطنوا فيها فتأثروا بالثقافات البابلية والسومرية والآكادية والآشورية. وقد أظهروا كتاباً غير التوراة وهو التلمود وقد كتبه شيخان بابليان من شيوخ اليهود ([2]) فأتيا بعجائب تشريعية ما أنزل الله بها من سلطان، وحتى التوراة لم تسلم من التحريف فقد نقلوا ثقافة تلك الشعوب ونسبوها إلى التوراة البابلية.

ويبدو أن يهود المدينة كانوا ممن تأثر بيهود بابل هذا إن لم يكونوا من المهاجرة الذين استقروا في المدينة، بعد أن مدت بابل نفوذها إلى يثرب، فنقلوا معهم ثقافة اليهود البابلية. لهذا جاء القرآن ليفند مزاعمهم حول أن سليمان يعلم السحر، أو التفريق بين الزوجين.

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني



([1])  «تاج العروس من جواهر القاموس» (28/ 49):

([2]) يمكن الرجوع إلى هذا المصدر لمزيد من التوضيح:  https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AF


ali
ali
تعليقات