أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار
مفردات

بعل في القرآن المكرم

بعل في القرآن المكرم بعل لغة: له ثلاثة أصول: الأول بمعنى الصاحب، ومنها البعال أي ملاعبة الرجل أهل...
تفسير

مفتاح سورة البقرة

مفتاح سورة البقرة   نبذة تاريخية مهمة: حتى نفهم سورة (البقرة) يجب أن ندرس عقائد اليهود التي ...

حطم في القرآن المكرم

 



حطم في القرآن المكرم

حطم لغة:

حطم أصل واحد وهو كسر الشيء. يقال للمتكسر في نفسه حطِمٌ، وكذلك للفرس إذا كبر. والحطمُ داء يصيب الدابة في قوائمها. والحُطمة هي السّنةُ الشديدة. والحُطمُ هو السواق يحطم بعض الإبل ببعض. وسميت النار بالحطمة لحطمها ما تلقى. ويقال للعكرة من الإبل حُطمة لأنها تحطم كل شيء تلقاه. وحُطمة السيل دُفّاع معظمه. والحطام ما تكسر من اليبيس. وحطام البيض قشره ([1])

الحطم في القرآن:

نرجح بما يشبه الجزم، أن الحطم هو تكسير الشيء من أسفل ساقه، ممن له ساق مثل النباتات أو الإنسان، فإن كان غير ذلك كالبيض مثلاً فيعتبر تحطيماً له لأن قشرته يابسة وكل ما يبس وتكسر فهو تحطيم.

تحطيم النمل:

{ حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَٰأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَٰكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَٰنُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }  [النمل: 18].

شرحنا في مقال سابق، أن النمل ليس ذلك الكائن الصغير، بل هو كائن ملائكي أو جني، ضخم وقد نُعت بالنمل لأنه في عمل دؤوب، فعندما اقترب سليمان وجنوده منهم خشي النمل أن يدوس الجند بخيلهم على سيقان ذلك النمل فيحطمهم بلا شعور، ذلك لأنهم كائنات مخفية لا تُرى، وإنما علم سليمان بعد ذلك عن طريق من نقل له الخبر من الجن أو الملائكة.

تيبس النبات:

{ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَٰنُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَٰمًا} [الزمر:21].

{ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَٰهُ حُطَٰمًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } [الواقعة: 65].

{أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَىٰهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰمًا} [الحديد: 20].

في هذه الآيات يُذكر النبات عندما يصفر، أي يصبح يابساً، وعندها يسهل تحطيمه. ويلاحظ ذلك من كان دائم السير على قدمه بين الحشائش، فعندما يريد العبور، فإنه يضطر إلى دهس النبات من أسفله عند ساقه، فينهار ويسهل العبور، وهو التحطيم، ولا يفعل ذلك الإنسان وحده، بل كل دابة تريد العبور من خلال تلك الحشائش.

النار حطمة:

{كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ}  [الهمزة: 4].

{وَمَا أَدْرَىٰكَ مَا الْحُطَمَةُ}  [الهمزة: 5].

شرحنا سابقاً أن النار تأتي من أسفل الكفار، وهي تطلع على الأفئدة، أي تنظر من أسفل إلى أعلى لترى صاحب الفؤاد الفاسد فتضربه على قدر إجرامه، وهذه النار نعتت بالحطمة لأنها تضرب سيقان أصحاب النار فتحطمهم فيسقطون.

الخلاصة:

الحطم هو ضرب الشيء الصلب المتيبس من أسفله، فينهار ويسقط الجزء العلوي منه، وهو يختلف عن الدك وعن السقوط وعن كل عملية ضرب أخرى، وذلك في أن الضرب يقع على الساق، فينهار كل القوام العلوي، مثل تحطيم النبات وذلك بدهش ساقه فيسقط كله، أو تحطيم نمل سليمان الجني أو تحطيم الكافر في النار وذلك بواسطة النار التي تأتي من أسفله تضرب ساقه فيتحطم ويسقط.

وقد وجدنا أن المعاجم تؤيد ذلك فاعتبرت التحطيم كسر، واعتبرت السيل تحطيم، ذلك لأنه يمر على سيقان كل شيء فيسحقها فتسقط، كذلك ينعت الخيل الكبير في السن بالحطِم، لأن داء ينعت بالحطمُ يضرب قوائمه.

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني



([1])  «مقاييس اللغة» (2/ 78):  «المعجم الاشتقاقي المؤصل» (1/ 456):


ali
ali
تعليقات