أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار
مفردات

بعل في القرآن المكرم

بعل في القرآن المكرم بعل لغة: له ثلاثة أصول: الأول بمعنى الصاحب، ومنها البعال أي ملاعبة الرجل أهل...
تفسير

مفتاح سورة البقرة

مفتاح سورة البقرة   نبذة تاريخية مهمة: حتى نفهم سورة (البقرة) يجب أن ندرس عقائد اليهود التي ...

حدود الله في القرآن المكرم

 



حدود الله في القرآن المكرم

حدود الله

كل النصوص التي ورد فيها لفظة (حدود الله) كانت تشير إلى العلاقة بين الذكر والأنثى، فقد اعتبر المولى تلك الحدود، حدوده هو عز وجل، وذلك لأهميتها وعظم خطر تجاوزها.

ولندرس الآيات:

{وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَٰكِفُونَ فِي الْمَسَٰجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا }  [البقرة:187].

ففي هذا النص المبجل، يحذر المولى من الالتماس بالزوجة أثناء جلوس الشخص في مصلاه بالمنزل، لما قد يثير غرائزه، وهذا فجور عظيم فهو عند حضرة ربه لا يصح له أن يفعل ذلك، فالمباشرة ليست ممارسة الجنس ولا حتى المداعبة الجنسية كما يزعمون، بل هو مجرد تلامس الأطراف عن غير قصد أو مجرد حضن من محبة، فتلك الأفعال ممنوعة عند المصليات التي في المنازل، ولا يقصد طبعاً فعل ذلك في المساجد العامة، فهذا أمر لا يعقل فعله أمام أنظار الناس، وإنما المساجد هنا يقصد بها المصليات بالمنازل.

وفي الآية العظيمة

{ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}  [النساء:13-14].

فهو يتكلم عن تقسيم الورث بين الذكر والأنثى سواء أكانت أم أو زوجة أو أخت أو بنت، فاعتبر الشارع أن تلك حدود الله فلا يصح تجاوزها وتوعد صاحبها بالنار.

وفي الآية المجيدة

{ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ}  [المجادلة:4].

فهذه الآية نزلت في الظهار، أي الزوج الذي يظاهر زوجته، وهي تعني أيضاً إلى العلاقة بين الذكر والأنثى.

وفي الآية المكرمة

{ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}  [الطلاق:1].

فهي تحذر من إخراج المطلقة من المنزل، واعتبره تجاوزاً على حدود الله، فهي تشير إلى علاقة المطلقة بطليقها.

أما الآية المكرمة

{ التَّٰئِبُونَ الْعَٰبِدُونَ الْحَٰمِدُونَ السَّٰئِحُونَ الرَّٰكِعُونَ السَّٰجِدُونَ الْءَامِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }  [التوبة:112].

فهي آية عامة ولم توضح ماهية تلك الحدود بالضبط، ولكن من خلال الآيات السابقة يتبين لنا أن حدود الله هي كل خلل في العلاقة بين الذكر والأنثى.

حدود الكفار:

{الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ}  [التوبة:97].

وفي هذه الآية الأخيرة ذكرت أن الأمر هو حدود ما أنزل الله، وليس حدود الله، لتؤكد أن حدود الله في القرآن هو العلاقة بين الذكر والأنثى فقط، بينما هناك حدود أخرى أقل خطورة من حدود الله، وهي حدود ما أنزل الله.

وبهذه المناسبة نشرح هذه الآية ليزول الالتباس الذي فيها والذي وقع من قبل المفسرين، فنقول: إن الآية تحث المؤمنين على التشدد مع الأعراب وعدم التوضيح لهم عن ليونة المؤمنين وما يحث عليه القرآن من مغفرة وعفو وتنازل وصفح، وليظن هؤلاء الأعراب الأجلاف أن العقوبات شديدة جداً، فهذا ما سيردعهم، وأن المؤمنين قساة، فإن علموا بليونة الأحكام فإنهم سيتجرؤون عليكم بسطو واعتداء، فلهذا ينصح القرآن بعدم إخبار هؤلاء الأعراب بالأحكام المخففة التي جاء بها الشارع، حتى لا يتجرأ أحدهم بفجور.

الخلاصة:

إن القرآن يركز كثيراً على العلاقة بين الذكر والأنثى، لدرجة أنه اعتبرها حدود الله، فهي التي خصها بهذه الصفة دون غيرها من التشريعات، ذلك لأن بناء الأسرة القوية هو الجدار العظيم ضد زلل الإنسان وانحرافه، ولهذا حمى المولى العظيم تلك العلاقة بين الطرفين وجعلها من ضمن حدوده هو، وتوعد من يتجاوزها، ولم يرد في أي تشريع لفظة حدود الله إلا في العلاقة بين الذكر والأنثى.

وعندما تحدث عن الأعراب لم يقل إنها حدود الله، بل قال حدود ما أنزل الله. ورأى أنه أجدر ألا يعلموا تشريعات العقوبات، حتى لا يستخفوا بالمسلمين لما في الشريعة من لين ورحمة، فكأنه يقول: دعوا هؤلاء الأعراب يظنون أنكم قساة متوحشون حتى يكون رادعاً لهم، فلا تبينوا لهم الحقيقة فيضروكم، لأن هؤلاء الأعراب قد تربوا وعاشوا على القسوة الشديدة، إلا لو تغيرت حياتهم وصارت لينة وسهلة حينها يجب تعليمهم حدود ما أنزل الله، لتغير النفسية.

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني 

ali
ali
تعليقات