صلصل في القرآن المكرم
صلصل
لغة:
الصلصُلُ هو الفاختة. والصلصلُ هو ناصية
الفرس. والصلصلُ بقية الماء في الإداوة وفي أسفل الغدير. والصلصالُ ه الطير الحُرّ
خُلط بالرمل فصال يتصلصل إذا جف، فإذا طبخ بالنار فهو الفخار. وصلصلة اللجام أي
صوته. وتصلصل الحُليُّ أي صوّت. والصلصال هو الطين اليابس الذي يصل من يبسه. والصلّة
هو الجلد اليابس قبل الدباغ ([1])
صلصل
في القرآن
من خلال آيات خلق الإنسان، يتبين لنا أن
الصلصال نوع من الطين أو مرحلة من مراحله، وفي نص يبين أن الصلصال كالفخار{صَلْصَٰلٍ كَالْفَخَّارِ}([2]) وهذا يعني أن هناك أنواع أخرى من الصلصال، ويعني أنه طين جفت رطوبته
ونُزع عنه الماء.
ثم يبين أن الصلصال أُخذ من حمأ مسنون، وقد شرحنا سابقاً معنى السن
والمسنون وبينا أنه يعني المصقول، وأن الحمأ هو الطين الأسود المتعفن.
كذلك يبين أن هذا الطين لازب
{ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَٰهُم
مِّن طِينٍ لَّازِبٍ } [الصافات: 11].
ولازب عند علماء اللغة هو اللاصق، فربما
تبين النصوص حال ذلك الطين ومراحل تطوره، فهو طين، ثم هو طين لاصق، ثم تحول إلى
صلصال يشبه الفخار، وهو ليس أي طين بل هو حمأ أي طين أسود متعفن.
وبهذا نصل إلى نتيجة أن الإنسان خُلق من:
طين لاصق لونه أسود متعفن مصقول، ثم صار
صلصلاً كالفخار أي جف ويبس.
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَٰنَ مِن صَلْصَٰلٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } [الحجر: 26].
{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَٰئِكَةِ إِنِّي خَٰلِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَٰلٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
} [الحجر: 28].
{ قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَٰلٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } [الحجر: 33].
{ خَلَقَ الْإِنسَٰنَ مِن صَلْصَٰلٍ كَالْفَخَّارِ }
[الرحمن: 14].
الخلاصة:
تتحدث هذه الآيات عن مراحل خلق الإنسان،
وأن من تلك المراحل، مرحلة تحول الطين إلى الصلصلة، فهو جاف ويابس، ولعله ذلك
الطين يصدر صوتاً إذا ضُرب، وغرض الآيات إظهار أصل الإنسان المتكبر، حتى يتوقف عن
تكبره وأن يذعن لربه.
هذا والله أعلم
علي موسى الزهراني
هل لديك نظرة أخرى
أطرحها هنا كي نستفيد من علمك