أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار
مفردات

بعل في القرآن المكرم

بعل في القرآن المكرم بعل لغة: له ثلاثة أصول: الأول بمعنى الصاحب، ومنها البعال أي ملاعبة الرجل أهل...
تفسير

مفتاح سورة البقرة

مفتاح سورة البقرة   نبذة تاريخية مهمة: حتى نفهم سورة (البقرة) يجب أن ندرس عقائد اليهود التي ...

نصح في القرآن المكرم

 



نصح في القرآن المكرم

نصح لغة:

نصل أصل يدل على ملائمة بين شيئين. والناصح هو الخياط. والنِّصاحُ هو الخيط يخاط به. والنصحُ خلاف الغش. ونصحت الإبل أي أرويتها فنصحت. وقميص منصوح أي مخيطٌ. والنُصح هو تصفية العسل. والنصح إرادة الخير للغير.

والنصح هو الخلوص والنقاء. والنصح هو الالتئام والرفاءُ. ونصح الغيث أي سقاه حتى اتصل نبته. وأرض منصوحة أي مجودة. وناصح الجيب أي ناصح القلب أي لا يغش قلبه. والتوبة النصوح أي الصادقة أو الخالصة ([1])

نصح في القرآن:

ورد هذا الجذر 13 مرة في 11 آية مبجلة، وسوف نجد أن محصلتها تعني أن تدل الشخص على الفعل الواجب الصحيح، ونحن نرجح بقوة أن نصح أصلها صح، أي أن المرشد الناصح، نصح أي دفع الآخر نحو الصح.

وسوف نجد أن عكس نصح هو غوى وهو الذي يقنعك على الفعل الخطأ، كما سنجد أن هدى عكس ضل، ولكن يختلفان عن نصح وغوى كما سوف نشرح لاحقاً.

نصيحة لموسى:

{ وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَٰمُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّٰصِحِينَ }  [القصص: 20].

جاء رجل طيب ونصح موسى أي وجهه إلى فعل الصواب وهو الخروج من المدينة، وبين له أنه من الناصحين أي في توجيهه فائدة لموسى.

نصيحة إبليس:

{ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّٰصِحِينَ }  [الأعراف: 21].

أقنع إبليس آدم وزوجه على فعل معين وهو الأكل من الشجرة، فالنصيحة لا تكون إلا بالفعل والعمل. فإبليس زعم أنه من الناصحين، أي أنه وجهه إلى ذلك الفعل واقنعه بأنه فعل صحيح.

الرسل ينصحون:

{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }  [الأعراف: 62].

{ أُبَلِّغُكُمْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ }  [الأعراف: 68].

{ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّٰصِحِينَ }  [الأعراف: 79].

{ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ ءَاسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَٰفِرِينَ }  [الأعراف: 93].

كل الأنبياء يأتون لأقوامهم يبلغونهم الرسالة، كما أن لديهم كتاباً بما يجب أن يفعله الناس، وهو النصائح التي أتى بها الأنبياء.

النصح لله والرسول:

{وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }  [التوبة: 91].

إذا كنت لا تملك المال، فلا تبخل بالاستشارة، فقد وجه القرآن الطوائف إلى تقديم النصيحة المجانية -بدلا عن الصدقة- التي تكون لأجل رضى الله ورضى الرسول، وهي إرشاد وتوجيه بقية المؤمنين لما يجب أن يفعلوه في المواقف المعينة، كأن يدلوهم على مكان الماء، أو يحذروهم من عدو متربص، أو يبينوا جغرافيا الأرض التي يريدون السفر إليها، وغيرها من النصائح التي توجه أفعال المؤمنين.

نوح ينصح:

{ وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }  [هود: 34].

نوح مثل بقية الرسل بلغ ونصح، لا تفعلوا كذا وافعلوا كذا، لكن النصح لم ينفع معهم، ومعظم البشر لا يحبون الناصحين.

إخوة يوسف الناصحون:

{ قَالُوا يَٰأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَٰصِحُونَ }  [يوسف: 11].

يتعجب الإخوة من أبيهم الذي لا يأمنهم على يوسف، كيف لا ؟! وهم على العكس من ذلك تماماً أهل نصيحة، فهم ينصحونه بما يجب أن يفعله.

الناصحون للرضيع:

{ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَٰصِحُونَ }  [القصص: 12].

تقول الفتاة لهم: نحن أسرة مثالية، فلهذا نحن أسرة ناصحة له، تدله على ما يجب أن يفعله، أي أخت موسى تقول: تلك الأسرة لديها خبرة في تربية الرضع، فها هي أخته الكبيرة مؤدبة وها هو أخوه هارون سبقه بعام أو أكثر، يرفل بثوب الصحة والعافية.

التوبة النصوح:

{ يَٰأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّءَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَٰرُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَٰنِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }  [التحريم: 8].

التوبة هي الإقلاع عن الذنب والتوجه إلى الله، وتكون التوبة نصوحاً أي صاحب التوبة يفعل الصواب والصح، لأن تلك التوبة الصادقة، توجهه وترشده، فلم يعد يرجع إلى سابق فعله، وإلا لم تكن توبة حقيقية.

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني

 

 

 



([1]) «مقاييس اللغة» (5/ 435): «تاج العروس من جواهر القاموس» (7/ 174): «المعجم الاشتقاقي المؤصل» (4/ 2207):


ali
ali
تعليقات