أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار
مفردات

بعل في القرآن المكرم

بعل في القرآن المكرم بعل لغة: له ثلاثة أصول: الأول بمعنى الصاحب، ومنها البعال أي ملاعبة الرجل أهل...
تفسير

مفتاح سورة البقرة

مفتاح سورة البقرة   نبذة تاريخية مهمة: حتى نفهم سورة (البقرة) يجب أن ندرس عقائد اليهود التي ...

جمع في القرآن المكرم





جمع في القرآن المكرم

جمع لغة:

جمع أصل واحد يدل على تضام الشيء. والجماع الأشابة من قبائل شتى. وإذا ماتت المرأة وهي حامل قالوا ماتت بجمع. والجامع الأتان أول ما تحمل. وقدر جماع أي عظيمة. والجمع كل نوع من النخل لا يعرف اسمه. وضربته بجمع كفي أي بكله. وجمع هو مكة لاجتماع الناس بها. والجمعة سميت بذلك لاجتماع الناس بهذا. وفلاة مجمعة أي يجتمع الناس فيها.

والجمع الصمغ الأحمر. والمجمعة هي ما اجتمع من الرمال والأرض القفر. والجميع هو الجيش أو الحي المجتمع. وجمع الشيء أي جاء به من هنا وهناك. واستجمع السيل أي اجتمع من كل موضع ([1])

الجمع في القرآن:

لو درسنا كل النصوص، سنجد أن الجمع يعني ضم الأشياء مع بعضها في مكان واحد، فهو يختلف عن الإحصاء، كما سوف ندرس في جذر أحصى.

الجمع هو الجيش:

معظم نصوص القرآن تقصد بالجمع، جمع الجنود للقتال، فالجمع هو الجيش لأنه تم تجميعه للقتال، ولكن ليس كل جمع يعني ذلك. وقد لممنا آيات الجمع التي تعني الجيش فوجدناها سبع آيات وهي:

{يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ }  [آل عمران: 155].

{ وَمَا أَصَٰبَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ }  [آل عمران: 166].

{قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}  [آل عمران: 173].

{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ }  [القمر: 45].

{مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا} [القصص: 78].

وعندما التقى موسى ومن معه بفرعون وجنوده بين القرآن أنهما جمعان، لأنهما في حالة قتال، فبنو إسرائيل لن يستسلموا وسيقاتلون فرعون رغم تفوقه.

{ فَلَمَّا تَرَٰءَا الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَٰبُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}  [الشعراء: 61].

والأمر الجامع يقصد به جمع الجيش للدفاع أو القتال.

{وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا}  [النور: 62].

{ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا}  [سبأ: 26].

يوم الجمع هو يوم القيامة:

ومن أسماء يوم القيامة يوم الجمع، لأن المولى يجمع البشر على صعيد واحد

{ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ}  [التغابن: 9].

{ هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَٰكُمْ }  [المرسلات: 38].

جمع العاديات:

{ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا }  [العاديات: 5].

يقصد بها أن الملائكة التي تأتي للعذاب على قومٍ، تقوم بحشرهم وجمعهم في وسط المكان الذي يقع فيه العذاب، فتجمعهم فيه حتى لا يفر أحدٌ منهم، وذلك بأن تلقي الحجارة على أطراف مدينتهم فيهرعون إلى وسطها، فلهذا استخدم كلمة جمع لأن الملائكة جمعت البشر المعذبين وسط بلادهم لكيلا يهربوا من العذاب.

جمع المال:

{ وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ }  [المعارج: 18].

{ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ }  [الهمزة: 2].

ولأن المال ماديات، كالذهب والفضة والعقار والخيل والماشية، فإنه استخدم كلمة جمع بدلاً من إحصاء أو حساب أو عد، لأن صاحب المال هنا يضم المال مع بعضه ولم يعده.

جمع أشياء أخرى:

{ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ }  [القيامة: 9].

{ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءَانَهُ }  [القيامة: 17].

{ أَيَحْسَبُ الْإِنسَٰنُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ }  [القيامة: 3].

الشمس والقمر من الماديات فسيتم جمعهما يوم القيامة، كذلك العظام فسيتم جمعها أي ضمها لو شاء المولى، وحتى القرآن سيتم جمعه في كتاب واحد أو مصحف واحد، وحتى لو لم يبد من الماديات، فإنه كذلك فعلاً فهو يقصد ورقه وحبره : حروفه وكلماته وجمله، تم ضمهم مع بعضهم البعض، فصار المصحف الشريف.

وهذه الآية معجزة، لأنها أخبرت الرسول أنه لن يجمع القرآن بنفسه أي يضمه مادياً في مصحف واحد، بل الله من سيفعل ذلك، وقد وجه المولى أبا بكر الصديق لهذا العمل كما يقول التاريخ، وكذلك هناك جمع آخر في زمن عثمان، فسبحان الله.

الخلاصة:

نجد الجمع هو ضم الأشياء المادية وهي على حقيقتها، على عكس الإحصاء الذي هو جمع الأشياء على صورتها المصغرة، وليس على حقيقتها فجمع العظام وجمع الجنود وجمع القرآن وجمع البشر وجمع الشمس والقمر هو جمع للماديات في حالتها الطبيعية الحقيقية، بينما الإحصاء هو جمع المصغرات والصور والأرقام.

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني

 



([1])  «مقاييس اللغة» (1/ 479) «المعجم الاشتقاقي المؤصل» (1/ 334)


ali
ali
تعليقات