أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

تفسير آية وجفان كالجواب وقدور راسيات

 


تفسير آية وجفان كالجواب وقدور راسيات

{ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَٰرِيبَ وَتَمَٰثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَٰتٍ اعْمَلُوا ءَالَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }  [سبأ: 13].

تفسير أهل التراث:

ذهبت التفاسير إلى أن الجفان هي العظام. وجفان، كجوبة الأرض من العظم. والجوبة من الأرض هي ما يستنقع فيها الماء، وجوبة من الأرض يعني كالحوض أو الحياض العظيمة الواسعة، أي الحوض الذي يصب فيه الماء. والجوبي جمع جابية ومنها الجوبة، وهي المكان أو الشيء المقعر، فهي الحياض العظيمة التي تجتمع فيها المياه. والجواب هو حياض الإبل ([1])

التفسير الصحيح للآية المبجلة:

تمهيد:

لو عرفنا موضوع السورة الأساسي لفهمنا هذه الآية بسهولة بإذن الله، فما قصة هذه السورة وما غرضها؟

كان يفترض أن تسمى السورة (الدعم العسكري) لأنها تتكلم عن الدعم الكبير الذي يقدمه المولى لأتباعه، وقد قدم أعظم دعم لداود وسليمان، فأهون عليه تقديم الدعم للرسول ضد الكفار، وهذا ما سوف يحدث فعلاً، وكما جاء داود وسليمان لصنع خلافة واسعة غرضها نشر العدل والرحمة، فإن محمداً سائر على نفس الطريق، ولو كره الكافرون.

والحديث ليس موجه إلى المشركين، بل إلى الكفار، وفرق بين المشرك والكافر، فالكافر الذي يقف سداً منيعاً ضد الحريات الدينية وضد العدل والرحمة (وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ)([2])  الذين يصدون العامة عن الدين (قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُواْ لِلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُوٓاْ أَنَحۡنُ صَدَدۡنَٰكُمۡ عَنِ ٱلۡهُدَىٰ)([3])

نبأ الحرب بين الرسول وقريش:

(قُلۡ يَجۡمَعُ بَيۡنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفۡتَحُ بَيۡنَنَا بِٱلۡحَقِّ)[سبأ: 26] 

ثم بعد ذلك يتوعدهم الرسول، بحرب طويلة تبدأ بالتقاء الجمعان جمع الرسول وجمع قريش، وقد شرحنا معنى الجمع في القرآن وقلنا هو الجيش. ثم بعد ذلك يأتي الفتح، وهذا ما حدث فعلاً فقد بدأ الأمر بقتال بين مجموعتين ثم تلاه فتح مكة.

لكن الكفار زعموا أن الله معهم وليس مع الرسول وأنه سينصرهم عليه بدليل أنه أكرمهم وأمدهم بالمال والبنين ولن يعذبوا في الدنيا ولا الآخرة، فانتصار الرسول عليهم شبه مستحيل، فقريش كان لها سلطان يمتد من شمال الجزيرة إلى جنوبها.

(وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ ) [سبأ: 35] 

(وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ 29 قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوۡمٖ لَّا تَسۡتَـٔۡخِرُونَ عَنۡهُ سَاعَةٗ وَلَا تَسۡتَقۡدِمُونَ) [سبأ: 29-30] 

شرعية القتال للرسول:

(وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا ) [سبأ: 28] 

أي أرسلناك لتكف شر البشر عن البشر، فكافة لا تعني كل البشر، فتلك لها آيات أخرى، ولكن كافة تعني الكف والمنع فالرسول جاء لمنع الشر وكف الأذى، وهي مهمته الأساسية لكي يستطيع تبليغ الدعوى، فيبشر من يوقف شره، وينذر من يطغى ويظلم، أي الآية تضع الشرعية للرسول وأتباعه في القتال والتوسع لمنع الظلم وإطلاق الحريات الدينية. 

وقد حدد القرآن بشكل أوضح، شرعية القتال للمسلمين، بأنه لحماية المستضعفين فقط

{ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَٰنِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا}[النساء: 75].

سبأ وقريش:

ثم تسرد السورة حضارة سبأ ومملكتهم وكيف كانوا في عز وكبرياء، فقضى عليهم المولى بسيل العرم، مما جعلهم يتشتتون في بقاع الأرض كالمشردين. وسبأ مثل قريش، فمن الوارد أن يحدث لهم هذا إذا لم يوقفوا ظلمهم. وقد بين لهم سهولة القضاء عليهم كما قضى على سبأ بسيل يجري. لاحظ أنه ذكر سبأ دون غيرها من الأمم، لأنهم كانوا على عداء مع داود وسليمان، وأنه لولا خضوع ملكتهم لسليمان لدمر دولتهم، ولكنهم تدمروا بالسيل بعد ذلك.

داود وسليمان ومحمد:

ومحمد مثل داود وسليمان، فرغم ما يبدو عليه من ضعف هو وأتباعه، فإن الله قادر على رفع شأنه ودعمه عسكريا كما حدث مع سليمان وداود، وقد وجدنا أن الملائكة قاتلت مع الرسول في معركة بدر وغيرها من المعارك.

 قوة داود وسليمان العسكرية:  

(وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ مِنَّا فَضۡلٗاۖ يَٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُۥ وَٱلطَّيۡرَۖ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلۡحَدِيدَ 10 أَنِ ٱعۡمَلۡ سَٰبِغَٰتٖ وَقَدِّرۡ فِي ٱلسَّرۡدِۖ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ 11 وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهۡرٞ وَرَوَاحُهَا شَهۡرٞۖ وَأَسَلۡنَا لَهُۥ عَيۡنَ ٱلۡقِطۡرِۖ وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن يَعۡمَلُ بَيۡنَ يَدَيۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن يَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ 12 يَعۡمَلُونَ لَهُۥ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَٰرِيبَ وَتَمَٰثِيلَ وَجِفَانٖ كَٱلۡجَوَابِ وَقُدُورٖ رَّاسِيَٰتٍۚ ٱعۡمَلُوٓاْ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ وَقَلِيلٞ مِّنۡ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ ) [سبأ: 10-13] 

وإليك تحليل النص:

الجبال تؤوب مع داود:

 لم نشرح بعد مفردة جبل وجبال، ونرجح أنها نوع من الملائكة ربما توصل صوته بعيداً لكي تخيف الأعداء، ومهما يكن من حقيقة الجبال، فهو يستعين بها في معاركه وقتاله.

الطير:

شرحنا معنى الطير أنه نوع من الملائكة يتخصص في أمور كثيرة ومنها القتال.

إلانة الحديد:

ونرجح أن الملائكة هم من صنع له ذلك، وقد يكون المولى قد دله على الطريقة وعلى أماكن توفر الحديد، والحديد فيه بأس شديد {وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}([4])  والبأس هو قوة الضرب في المعارك { وَعَلَّمْنَٰهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ }([5]) فغرض إلانة الحديد هو للمعارك.

 

سابغات:

والسابغات عند أهل التفسير هي الدروع ([6]) وهو معقول، فداود صنع دروعاً لجنوده، فجيشه قليل وحمايتهم أوجب الواجبات.

وقدر في السرد:

عند أهل التفسير هو تقدير تلك الدروع ووزنها، فلا تجعلها ثقيلة تعطل حركة الجندي ولا هي خفيفة بغير فائدة في الحماية ([7])

 تطور الأسلحة والقتال عند سليمان:

ورث سليمان هذه القدرات والمواهب العسكرية من أبيه، وأضاف إليها إضافات كثيرة، وهي من عند الله حتماً، وهي:

الريح:

تعمل الرياح مع سليمان، ولعل الملك المسؤول عنها هو من يسخرها لسليمان بأمر الله، ولم يتبين لنا ما هو عملها، ونرجح أن سليمان يأمر الملك المسؤول عنها بإسقاط الأمطار في المنطقة التي يريد التوجه إليها بجيوشه فيجد الماء متوفراً، فلا ينقطع جيشه من الماء فهو دعم لوجستي.

عين القطر:

اتفقت التفاسير على أن عين القطر هي النحاس ([8]) ولا يهمنا ما هو عين القطر في مقالنا هذا، ولكن الذي يهمنا أنه مادة مثل الحديد استخدم لأغراض عسكرية أو لدعم لوجستي لمعاركه، ولو عرفنا ما عين القطر بالضبط سنعرف كيف استخدمه سليمان، ولكن لا نستبعد أنه النفط، وأنه كان يستخدم للوقود، فهو يصلح أن يعتبر مادة لوجستية داعمة للطبخ، وكذلك يصلح أن يكون سلاحاً يصنع منه نيران تطلق على الأعداء.

الجن:

وكما كانت الملائكة تؤوب مع داود كما شرحنا بالأعلى، فإن سليمان أضاف صنفاً من الجنود وهو الجن الذين كانوا في خدمته كعمال وخدم لعسكره، وكان يتحكم بهم بواسطة الملائكة الذين هم أعلى قدرة من الجن.

وحتى لمن يفسر أن الجن هنا أنهم بشر، فإنه لا يغير المعنى، فحتى لو كانوا بشراً فقد استخدمهم في أعماله العسكرية، وتقول الأخبار أنه استعان بالفينيقيين لتلك الصناعات واستعان بعمال من مصر والعراق، وما يهمنا أن الجن كانوا من ضمن جنوده فهم من ضمن جيشه ومعاركه { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَٰنَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ }([9])

المحاريب:

شرحنا في المعجم القرآني معنى المحراب وهو البناء يجتمع فيه كبار القادة ويمكن عمل الطقوس فيه، والمحاريب جمع محراب، فسليمان قد أنشأ عشرات المحاريب، والمحراب يمكن تشبيهه بالقاعدة العسكرية اليوم، التي يلتم فيها سليمان مع قادة الجيش ليضيعوا خططهم الحربية ويقرروا تحركاتهم، ولهذا سمي محراباً، لأنه توضع فيه خطط الحرب، وأعظم محراب عمله سليمان كان في أورشليم، في هيكل سليمان ووضع في المحراب التابوت المبجل، وقد شرحنا ذلك بتوسع في المعجم القرآني في مفردة محراب.

التماثيل:

زعم بعضهم أن سليمان صار يعمل التماثيل ويتاجر بها، وهذا باطل، فسليمان رغم أن وظيفته هي نشر العدل، إلا أن جانب العقيدة في ذهنه وباله، فهذه التماثيل توضع أمام المحاريب، وهي على شكل ملائكة كروبية كما تقول كتب اليهود، وغرضها تأكيد نفوذ سليمان وأن تلك المحاريب تابعة له، أو للتأكيد على حماية الملائكة لتلك المحاريب من خطر الإنس والجن، فيمكن اعتباره من ضمن الدعاية العسكرية للتخويف.

الجفان كالجواب:

وها قد وصلنا إلى مقصدنا من هذا المبحث وهو شرح معنى الجفان والقدور، فيبدو أنها من ضمن الخدمات التي تستفيد منها المحاريب، التي نسميها اليوم القواعد العسكرية أو المعسكرات، التي يستريح فيها الجيش ويثوي، ويعد فيها الخطط ويتزود بالطعام والماء.

وكما تقول كتب اللغة والتفاسير فإن الجفان التي في حجمها كالجواب، فإذا صح أنها مكان لتجمع المياه، فهذا يعني أن المحاريب التي هي قواعد عسكرية، كانت تقع على قمم الجبال والهضاب، وأن الجن والعمال ينقرون في الصخر ويحفرون فيه بقوة ومشقة حتى تصبح تلك المنطقة مقعرة تحبس مياه الأمطار، كأنها جواب، أي كأنها مثل الأودية التي تجيب الماء إليها من كبر اتساعها، وبهذا يكفي هذا الماء للجيش المتعطش ويزوده بما ينقصه ليكمل رحلته.

أما القدور الراسيات، فهي كما يقول أهل التراث، للطبخ، وهذا ممكن ومعقول، فالجيش يحتاج إلى قدور ضخمة راسية، وبما أنهم على هضبة أو في قمة جبل صخري، فإن تلك القدور راسية، ولعلها قد صنعت من ضمن تكوين صخري، فقام العمال بنحت الصخور وشكلوه بحيث صار على هيئة قدور أصوله ثابتة أي راسية في الأرض.

ولكي تتضح الصورة أكثر، فإن جيش سليمان يخيم على جبل صخري، ثم يقوم ببناء المحراب وأمامه التماثيل، ثم ينحت الصخر، فيجعله مقعراً، وهذا هو الجفان، الذي تتجمع فيه الأمطار التي ساقها سليمان بقوة الرياح، نحو محاريبه أن نحو قواعده العسكرية، ثم بعد عمل الجفان في الصخر، يعمل القدور وذلك بنحت تلك الصخور، فتكون كأنها قدور راسية، لأن جذور القدر هي جزء من التكوين الصخري. وربما يستعين بعين القطر الذي قد يكون النفط، في صناعة الجفان والقدور.

بقي السؤال:

أين ذهبت كل تلك المنشآت التي صنعها سليمان؟

هناك ثلاث احتمالات:

إما أن الملائكة قد نزعت كل تلك الأعمال والمنشآت، لأن ذلك كان ملك سليمان وعلمه وقد سأل ألا ينبغي لأحدٍ من بعده. أو أن الأتربة قد غطت تلك المنشآت، والتي في الغالب كانت بجوار مناطق رملية، وأن في قدرتنا أن نبحث عنها لنجدها، في مناطق الجزيرة العربية. والاحتمال الثالث، أن الجن لشدة حنقهم قد دمروا تلك المنشآت التي ذاقوا فيها الذل والهوان {فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ }([10])   

الخلاصة:

القدور الراسية والجفان العظيمة، هي خدمات لوجستية للجيش المتنقل من قاعدة عسكرية إلى قاعدة عسكرية أخرى، والقرآن يسميها المحاريب، فبجوار المحاريب هناك جفان يتجمع فيها الماء، وهي من صنع عماله، وهناك قدور راسيات غرضها طبخ الطعام لسد جوع الجنود المجندة.

ونرجح أن للسورة مقصدين: هو تحذير قريش من انقلاب القوة العسكرية لصالح الرسول بدعم من الله كما دعم داود وسليمان، وكذلك لها مقصد أن تنبه المسلمين إلى الاستعداد للإعداد القوة اللازمة والدعم اللوجستي، فمشروعهم أكبر من مشروع سليمان نفسه {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}([11])  

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني

 

 



([1]) جزء فيه تفسير القرآن برواية أبي جعفر الترمذي (ص: 89) تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (20/ 367) . «تفسير أحمد حطيبة» (293/ 5 بترقيم الشاملة آليا): «تفسير المنتصر الكتاني» (217/ 4 بترقيم الشاملة آليا): «باهر البرهان فى معانى مشكلات القرآن» (2/ 1150 بترقيم الشاملة آليا): «لباب التفاسير للكرماني (ناقص)» (ص2253 بترقيم الشاملة آليا):

([2]) [سبأ: 3]

([3]) [سبأ: 32]

([4]) [الحديد: 25].

([5]) [الأنبياء: 80].

([6]) «تفسير الطبري» (19/ 222):

([7])  «تفسير ابن كمال باشا» (8/ 306):

([8]) «التفسير الوسيط - مجمع البحوث» (8/ 251):

([9]) [النمل: 17].

([10]) [سبأ: 14].

([11]) [الأنفال: 60].


ali
ali
تعليقات