الحدث والحديث في القرآن المكرم

 



الحدث والحديث في القرآن المكرم

 

حدث لغة:

أصل واحد وهو كون الشيء لم يكن. يقال: حدث أمر بعد أن لم يكن. والرجل الحدث هو الطري السن. والحديث من هذا لأنه كلام يحدث منه الشيء بعد الشيء. والحديث نقيض القديم. والحديث الخبر. واستحدثت خبراً أي وجدت خبراً جديداً. ومحادثة السيف جلاؤه. ورجل مُحدّثٌ أي صادق ([1])

 

 

الحدث والحديث في القرآن:

لم يقدم القدماء أي تفسير لكلمة حديث وسبب ذكره في القرآن، كذلك محمد شحرور كان له رأي وهو أن الحديث هو القرآن لأنه يتكلم عن أحداث الكون وأحداث التاريخ، وهذا غير صحيح. أما لغوياً فلم نجد معنً قريباً إلا قولهم إن محادثة السيف هو جلاءه، أي إزالة ما به من شوائب وإعادة صقله لكي يلمع من جديد.

والصواب أن القرآن سمي بالحديث لأنه أعاد أحياء القصص أو المواضيع القديمة، فهو خبر أو موضوع قد ذُكر سابقاً، في الأزمنة الغابرة، وما فعله القرآن هو تجديد ذكره من جديد، فهذا القرآن أعاد للبشر الذكريات (ما يسمونه بعالم الذر)  وما ورد في الرسالات، وجددها، فتلك الذكريات الميتة أعاد القرآن إحياءها في عقولهم من جديد، وأعاد نشر قصص ومعتقدات الكتب المقدسة وما نقل عبر الرسل، فهو لم يأت ببدعة بل هو تكرار لقصص الماضي وأفكاره {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ}  [الأحقاف: 9].

وسوف ندرس معظم النصوص حول جذر حدث، خاصة التي تستشكل على القارئ.

فمثلاً:

القرآن هو حديث بكل تأكيد، أي هو ذكريات قديمة من أخبار وموضوعات، تم إعادة إحياءها، فلا يحق لهم الكفر به، فما ذكر فيه هو مجرد تجديد لما هو قديم، وليس من اختراع محمد

{ فَلَعَلَّكَ بَٰخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ ءَاثَٰرِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}  [الكهف: 6].

{ وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا }  [طه: 113].

وهذا الخضر يعد موسى بأنه سيحدث له ذكراً، سيقوم بتجديد معلوماته عن تلك الذكريات (الأحداث) التي صادفته مع الخضر،  وشرح غموضها.

{فَلَا تَسْءَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف:70]

وفي آيتين يصف القرآن الذي هو ذكر بأنه محدث، أي هو ذكريات قديمة تم تحديثها أو تجديد خبرها أو موضوعها، فهي ليست أشياء مبتدعة جديدة، وإنما هي ذكريات قديمة ثم استخرجت وأحييت للناس من جديد.

{ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ }  [الشعراء: 5].

{ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}  [الأنبياء: 2].

واليهود يحذرون بعضهم من إحياء ما في دينهم من قصص ومعتقدات، الذي هو ما فتح الله عليهم، فيريدون كتمها وعدم تحديثها، حتى لا يستطيع الخصوم محاجتهم عند الله، ويتعجب القرآن في الآية التالية، كيف يتناجون بهذا الكلام والله يعلم سرهم وعلانيتهم، فالله قد سمعهم ويعلم نيتهم.

{ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }  [البقرة: 76].

والذين عصوا الرسول في زمنه كانوا يحاولون كتم الحديث الذي جاء به، وهو مجرد حديث أي هو تجديد الذكريات في القصص والأخبار والمواضيع، فهم يرفضون أحياء تلك الذكريات والنصائح القديمة، ونؤكد أنهم من اليهود الذين زعموا الإيمان، ونافقوا، وأنهم كتموا ما في كتبهم التي تؤيد حديث القرآن أي ما جاء وكرره القرآن من أخبار وقيم الواردة في كتبهم.

{ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا }  [النساء: 42].

وفي هذا النص أعاد القرآن إحياء المواضيع القديمة، وهي أن الضر والخير من الله وبيده، رغم أنه ذكرها سابقاً في عدة مرات في القرآن وذكرها في عالم الذر وذكرها في الرسالات السابقة، فتعجب القرآن كيف لا يفقهون هذا المعتقد، وهو قد تكرر على مسامعهم عشرات المرات.

{ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا }  [النساء: 78].

والله وعد البشرية بالإحياء مجدداً وجمع الناس، وهذا أمر قد ذكره في عالم الذر وذكره في الرسالات السابقة، وما تم ذكره في القرآن هم مجرد تحديث أي تجديد التذكير بالوعد فقط

{ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَٰمَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا }  [النساء: 87].

ويحذر القرآن المؤمنين من الجلوس مع من يستهزأ بآيات الله التي هي مجرد حديث، أي إحياء وتجديد قصص وعقائد قديمة، فالرسول لم يأت ببدعة حتى يسخروا منها، بل هو فقط تجديد وإحياء لما ذُكر في الرسالات القديمة.

{ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي ءَايَٰتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}  [الأنعام: 68].

{فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}  [النساء: 140].

وهناك من الناس من يصر على الالتهاء بحديث غير حديث القرآن، أي يلتهي بمعلومات قديمة استجدت وبرزت، ولكنها أقل قيمة وأهمية من حديث القرآن، فينشغل بتعمد عن كلام الله وحديثه، مثل أيام العرب على سبيل المثال، رغم أنها قد تكون أحاديث كاذبة، بل يتخذ آيات الله هزواً، أي القرآن الكريم.

فمن الراجح أن أحد رجالات قريش، استجلب القصاص، الذين يروون القصص وهي أحاديث قديمة، لكي تجابه قصص القرآن التي هي أيضاً أحاديث، فقد كانت للقرآن جاذبية هائلة، فالعامة في شوق لسماع تلك القصص، فكان مكر رجال قريش بأن جلبوا القصاص لكي يُضلوا الناس عن القرآن.

{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }  [لقمان: 6].

والنصيحة بالنظر والتأمل في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله، هو من الذكر القديم الذي تم إعادة إحياءه من جديد في القرآن فهو بهذا حديث أي توجيهات قديمة، تم تجديدها واستحداثها وإبرازها من جديد.

{ أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَٰوَٰتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ }  [الأعراف: 185].

وهناك معلومات قديمة، لا يعلمها إلا الرسول وبعضهم، فقام الرسول بإخبار بعض أزواجه بها، فلهذا صارت حديثاً، إي معلومات قديمة تم إحياء ذكرها عند بعض نساء النبي، فقامت إحداهن بإنباء أحدهم بتلك المعلومات، أي أن ذلك الشخص الذي لم يكن على علم بتلك المعلومات، قد علمها بعد جهل، فهي بالنسبة له نبأ، فجاءت النبوءة للرسول لتطلعه على أن تلك الزوجة سربت تلك المعلومات، فنبأها الرسول أي كلمها حول تسريبها للمعلومات، فتعجبت وقالت: من نبأك. أي من علمك أنني سربت المعلومات، فبين لها أنه الله العليم.

{ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَٰجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ }  [التحريم: 3].

الرؤيا هي أحاديث أيضاً، فقاموا بتحديثها أي بإعادة الكلام فيها من جديد وإحياءها في الذاكرة، فصارت محدثة عند يوسف وعندهم.

ولو تأملنا، سنجد يعقوب يقول عن تلك الأحلام (لَا تَقۡصُصۡ رُءۡيَاكَ) فهي رؤيا أولاً، ثم يبين له بعد ذلك أنه سيكون لديه قدرة على (تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِ) فالرؤيا تصبح حديثاً إذا أعيد الكلام عنها وكرر.

 وقد ورث يوسف قدرة التأويل عن جديه إبراهيم وإسحق، كما يقول يعقوب، ذلك أنه بعد الكلام عنها صارت حديث أي معلومات وذكريات مستجدة، وتم إعادة إحياءها في العقل. ولا نستغرب إذا سميت الرؤى والأحلام بالأحاديث، ذلك أن الشخص يعيد ويكرر دائما حلمه على الناس، بشغف وإصرار، لعل أحدهم يتأوله.

{ وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ }  [يوسف: 6].

{ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ }  [يوسف: 21].

وقد وصف القرآن القصص بأنه حديث صادق، وهذا يعني أن هناك أحاديث غير صادقة، فهي معلومات وذكريات تم تجديد إحياءها، ولكنها ليست صحيحة، بل مكذوبة، فليس كل حديث صادق.

{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَٰبِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ}  [يوسف: 111].

وقصة موسى هي حديث، كذلك الجنود أي فرعون وثمود، والغاشية، وضيف إبراهيم، ذلك أنها معلومات قديمة وذكريات تم إعادة أحياءها من جديد في القرآن.

{ وَهَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ }  [طه: 9].

{ هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ }  [البروج: 17].

{ هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ الْغَٰشِيَةِ }  [الغاشية: 1].

{ هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَٰهِيمَ}  [الذاريات: 24].

وعند الطلاق، أمر المطلقة بعدم الخروج من البيت، فقد يحدث الله أمراً أي يتم تجديد وإعادة إحياء الزواج لهذا قال يحدث بعد ذلك أمراً أي يجدد الزواج ويعيد إحياءه، فالإحداث ليس لجلب الذكريات والأفكار القديمة فقط، بل قد يعني إعادة القديم من الأفعال كالزواج هنا.

{لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا }  [الطلاق: 1].

وقوم سبأ تمزقوا وتبعثروا، فصار لكل جماعة حديث، أي أخبار عنهم تجتر وتعاد على الألسنة كعبرة وعظة، ولم تكن حديثاً واحداً، بل أحاديث أي أخبار كثيرة تعاد وتتكرر على الألسنة مئات المرات. وهذا يؤكد على أن في قصصهم غرابة وعبرة لهذا كررها الناس.

{ فَقَالُوا رَبَّنَا بَٰعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَٰهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَٰهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ}  [سبأ: 19].

وفي النص التالي، يبين المولى أن القرآن حديث، وهو إعادة أخبار وموضوعات قديمة عند أهل الكتاب، فهو متشابه مع كتبهم، ولهذا تقشعر جلودهم عند سماعه ليقينهم أنه الحق.

لاحظ أنه قال أحسن الحديث، أي أن القرآن أعاد إحياء أحسن ما في الكتب المقدسة من قصص ومواعظ ومفاهيم. ولاحظ أيضاً أنه قال متشابه ولم يقل متطابق، ذلك أن في قصص القرآن تعديلات وتصحيحات على ما ورد في الكتب المقدسة.

{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَٰبًا مُّتَشَٰبِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }  [الزمر: 23].

وقد شرحنا سورة الضحى وبينا أن النعمة التي أعطاها الله للنبي المكرم هي الرسالة والكتاب، فأمره الله أن يتحدث بتلك النعمة، أي يعيد إحياء ما فيها من توجيهات وأخبار، فهي ليست بدعاً من الرسالات، بل هي نفس مضمون الرسالات السابقة، فهي وإن كانت نبأ بالنسبة لقريش، أي شيء جديد، فإنها بالنسبة لغيرهم (أهل الكتاب) وهم الأكثرية هي مجرد حديث أي أخبار وقصص ومفاهيم قديمة عندهم.

{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }  [الضحى: 11].

كذلك بينا في شرح سورة الزلزلة أن الرسول سيتحدث عن أخبار القيامة في لحظة بداية الساعة، أي سيخبر الناس ما يغشي الناس من فواجع، وذلك بإحياء الذكريات فيهم، وأن كل ذلك ذكر في زمن سابق قديم، فالخبر في القرآن هو ما يصير في اللحظة الحاضرة، وأما الحديث عن الخبر الحاضر، فهو استجلاب الذكريات بإحياء المعلومات القديمة التي وردت في الرسالات، فكأن الرسول يقول للناس في تلك اللحظة: لقد جاءت الرسالات بهذا الأمر في الزمن الغابر، وأنه وعد ووعيد حتمي فهو يوم الحساب.

{ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا }  [الزلزلة: 4].

 

الخلاصة:

أن هذا الجذر (حدث) مفهوم غاية في الأهمية، وأنه استخدم في محله، وأنه جوهرة مثل بقية جواهر القرآن الكريم، فالحديث هو إعادة إحياء الذكريات والقصص والأحلام والمفاهيم والعقائد، بعد أن تم نسيانها أو التغافل عنها، أي نفض الغبار عما تركه الناس وأهمله من عقائد وقصص، لكي يبين للسامع والقارئ أن القرآن ليس بدعة جديدة، فهو مجرد إحياء القديم.

وأن الإحِداث هو تكرار لفعل قديم، مثل إعادة عقد الزواج فهو إحداث، لأنه تكرار لفعل قديم، كذلك كل فعل يتكرر فهو إحداث.

     هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني



([1]) حدث لغة: «مقاييس اللغة» (2/ 36) «الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية» (1/ 278)


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -