الكذب والصدق في القرآن المكرم

 



الكذب والصدق في القرآن المكرم

كذب لغة:

أصل صحيح يدل على خلاف الصدق. وكذّبت فلان أي نسبته إلى الكذب وأكذبته. وكذب لبن الناقة أي ذهب. وما كذب فلان أن فعل كذا أي ما لبت. وكذب عليكم الحج أي وجب. وكذب الحر أي انكسر. وكذبت العين أي خانها حسها. وكذب الوحشي أي جرى شوطاً ثم وقف. وكذب القوم السُرى أي لم يقدروا عليه. وحمل فما كذّب. أي ما انثنى وما جبن ([1])  

الكذب في القرآن

الكذب في القرآن هو ما يعرفه الجميع وهو عكس الصدق، والصدق هو مطابقة الكلام للواقع والحقيقة.

{ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَٰذِبِينَ }  [النمل: 27].

{ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَٰذِبِينَ }  [يوسف: 26].

{حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَٰذِبِينَ }  [التوبة: 43].

فإذا كان اتهام لسيدة طاهرة بالزنا فهو كذبٌ بهتان

{وَبِكُفْرِهِمْ وَ قَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَٰنًا عَظِيمًا }  [النساء: 156].

 

فإذا كان الكذب اختراع جديد لم يسبق إليه أحدٌ فهو كذب افتراء

{ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَ لَا سَائِبَةٍ وَ لَا وَصِيلَةٍ وَ لَا حَامٍ وَ لَٰكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }  [المائدة: 103].

 

فإن كان الكذب هو قلب وعكس لحقيقة مؤكدة فهو كذب إفك

{ وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَىٰهُ وَ أَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ فَقَدْ جَاءُو ظُلْمًا وَ زُورًا }  [الفرقان: 4].

 

وقد شرحنا هذه المفردات في مقالات مستقلة

فإن أراد النص أن يبين أن الكفار لا يصدقون المرسلين أضاف الشدة على كذب فصارت كذّب، ويبدو أن جرمهما واحد عند المولى عز وجل

{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِءَايَٰتِهِ أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَٰبِ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَ شَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَٰفِرِينَ }  [الأعراف: 37].

 

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني

 



([1]) «مقاييس اللغة» (5/ 167) «المعجم الاشتقاقي المؤصل» (4/ 1879)


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -