الرسول هاجر في رابعة النهار وعلى مرأى ومسمع من الكفار

 



الرسول هاجر في رابعة النهار وعلى مرأى ومسمع من الكفار

ما كان الرسول ليهرب وهو تحت عناية الله ولطفه، وما كانت الأخلاق العربية تسمح بالغدر، وما كانت قريش تقتل ابن عمها في بلد الحرمات، كل هذا الواقع جعلني أبحث في قصة الكهف والعنكبوت حتى نتبين الحقيقة ونكشف صدق أو كذب تلك القصة.

تعريفات

قبل أن نسبر موضوع هجرة الرسول يجب أن نستوعب المعنى الحقيقي لبعض المفردات مثل الهجرة ومثل الغار، فمن ذلك

الغار لغة:

الغار هو نبات طيب، والغار في الغيرة. والغار الجيش العظيم، والغار غار الفم، والغار أصل الرجل وقبيلته، والغار الكهف. ([1]) ويقول القاضي عياض في شرح معنى الغار: "قد يُرَاد بِالْغَارِ الْجمع والجيش لَا الْكَهْف" ([2])

وفي حوار مع علي بن أبي طالب، قال: "مَا ظَنُّكَ بِامْرِئٍ جَمَعَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْغَارَيْنِ" ([3]) أي جمع بين هذين الجيشين

وبهذا يتضح لنا أن الغار في الآية المكرمة، قد يعني الجيش، وهو احتمال كبير، وسوف تؤكده الأدلة الأخرى التي سنوردها هنا بإذن الله.

 معنى الهجرة في القرآن

وقد شرحنا في المعجم القرآني معنى الهجرة، وبينا أنها انتقال الشخص من بلده التي تضطهده، لسبب ديني إلى بلد آخر، حيث يجد فيها فسحة للممارسة دينه، فالخصام بين الطرفين ظاهر، والظلم من أهل البلدة مستفحل، فيقرر المضطهد الهجرة في وضح النهار، فيفرح أهل البلدة بهجرته، ولا يحتاج إلى التخفي والسري، بل إن ظلمهم له كان بهدف أن يهاجر ويتركهم، فلو أرادوا قتله لعاملوه بالحسنى ظاهراً ثم قاموا باغتياله، فمعاملته بسوء تجعله حذراً مما يصعب اغتياله.

وقد استبعدنا كل معناً آخر للهجرة، مثل السفر، لأن السفر يعني العودة ويعني الفراق دون حقد وخصام.

وبهذا يتضح لنا من خلال معنى الهجرة، أنها لم تكن مخفية، بل ظاهرة وهذا ما تؤكده النصوص التي سندرسها لاحقاً، وكما فعل إبراهيم وقال لقومه إني مهاجر إلى ربي، ليؤكد لهم عدم عودته إليهم ثانياً إلا لو تغيروا، وسمحوا بالحريات الدينية. كذلك بالتأكيد فعل الرسول مع كفار قريش، الذين فرحوا بهجرته.

الخروج:

وهو من المصطلحات المهمة لفهم النص القرآني، فالخروج لا يقصد به الذهاب للسياحة مثلاً، بل يقصد به دائماً الخروج للمعركة والميدان، وقد لا يحدث قتال، ولكن يحدث التخويف فيهرب العدو. وقد درسنا هذه المفردة في مقال مستقل يمكن الرجوع إليه.

التثبيت:

لم ندرس بعد، هذا المصطلح جيداً، ولكن أكاد أتيقن أن المقصد هو اشغال الرسول بالمراقبة، مما يستنزف طاقته وطاقة المؤمنين، فالمقصد أن يظل الرسول ثابتاً بجنوده يترقب العدو حتى لا يباغته، فمقصدهم كما سنشرح نشر الإشاعات عن استعداد قريش للقتال أو إرسال سرايا، لكي يكون الرسول مستعداً (ثابتاً) فتستنزف طاقة المسلمين. كما عملية التثبيت تضر بالتجارة فسوف يخاف الناس النهب والسرقة من تلك السرايا، فتتعطل التجارة، حتى لو كانت تلك الأخبار إشاعات وغير حقيقية.

   محاولات اغتيال الرسول:

كثرت المزاعم والأكاذيب التي تزعم أن قريشاً، تريد اغتيال الرسول ونسردها هنا من باب التسلية، فلا نقبل بتلك الروايات، وإن كنّا نقبل بالفكرة العامة، وأن هناك محاولات لاغتياله غدراً من قبل اليهود والفرس والروم.

فمن ذلك محاولة أبو جهل دعس الرسول بقدمه، لكن ملكاً ظهر له وأرعبه، ولو ظهر له ملك من الملائكة، لكان من المؤمنين. أو كان من المذلولين الخائفين من الرسول دائماً فلا يجرأ على قتاله.

 كذلك زعموا أن عقبة بن أبي معيط حاول خنق الرسول، وفعلها لكن أبا بكر أنقذه. ولست أدري من الذي يختلق مثل هذه الأفلام الهندية، فلم يكن الله ليترك الرسول يتعرض لهذه المذلة، فكل الرسل مكرمين لا يتعرضون للإهانة.

وكذلك زعموا أن عمرو بن العاص كان يتمنى قتله. وعمر بن الخطاب أراد مواجهته وقد نقبل بهذه الرواية لأنها تبين أن عمر يريد مواجهة الرسول وليس اغتياله غدراً، لكن عمر بن الخطاب أعقل من أن يفكر بذلك. 

 ومن مزاعمهم أن قريشاً اجتمعت مع أبي طالب، وطلبت منه أن يسلمهم الرسول، ويأخذ مكانه ولداً للوليد بن المغيرة. كما زعموا قصة الاغتيال الأخيرة التي كانت قبل هجرته، والتي سندرسها بتفصيل.

كما عرضوا الأموال على من يعترض طريق الرسول ويغتاله قبل وصوله المدينة، فقام سراقة بن مالك بذلك وفشل.

وزعموا أن أبي بن خلف تهدد الرسول بأنه سيغتاله يوما ما، فرد الرسول التهديد بالوعيد. كذلك زعموا أن أبا سفيان استأجر أعرابياً لكي يسافر إلى المدينة ويغتال الرسول ولم يفلح.

وهناك محاولات أخرى من غير قريش مثل محاولة عامر بن الطفيل شيخ بني عامر الهوزانية. وكذلك محاولة غورث بن الحارث الذي وضع سيفه على رأس الرسول وهو نائم، وفشل في المحاولة. ومحاولة فضالة بن عامر اغتيال الرسول وهو يطوف.

كذلك محاولة يهود خيبر اغتيال الرسول بالسم، ومحاولة يهود بني النضير اغتيال الرسول برمي الصخرة على رأسه، بل هناك رواية تشير إلى رغبة اليهود في قتله وهو طفل عندما كان عناية حليمة السعدية.

كذلك محاولة جماعة من المنافقين اغتيال الرسول في غزوة تبوك أثناء الرحلة. ومحاولة اغتيال الرسول في غزوة حنين، وزعموا أن شيبة بن عثمان هو الراغب بذلك، وكذلك زعموا أن النضير بن الحارث أراد فعل ذلك في حنين.

وهناك محاولة كسرى في القبض على الرسول، وإرساله إلى عاصمة الفرس، فأمر حاكم اليمن أن يرسل رسولين يتهددان الرسول إن لم يحضر فسوف يرسل جيشاً يدمر دولته. ومن المرجح أن كسرى أرسل لاغتيال الرسول وليس لكي يأمره بالسفر إليه، فكسرى أضعف من أن يفتح جبهة جديدة وقد توالت الهزائم على ملكه في تلك الفترة.

قصة الغار والعنكبوت:

تزعم القصة التراثية أن قريش اجتمعوا وقرروا قتل الرسول، وقد أعلمه الله بذلك، فجعل علي بن أبي طالب يرقد مكانه ثم هرب منهم بطريقة إعجازية، فوصل الغار. وعندما جاء الصبح دخلوا عليه لكي يقتلوه فلم يجدوا إلا علياً، فسألوا علياً فبين لهم أنه لا يعرف مكانه. ثم تتبعوا أثره حتى مروا بالغار، وعندما رأوا مدخل الغار قد جعله العنكبوت بيتاً له أدركوا أن الرسول من المستحيل أنه قد دخل الغار دون أن يمزق بيت العنكبوت. وأضافت بعض الروايات أن الرسول مكث ثلاث ليال في الغار ([4])

كما تزعم القصة التراثية، أن أبا بكر خشي من أن ينظر أحدهم تحت قدميه ليرى الرسول وأبي بكر ([5])  وتزعم الروايات أن أهل المدينة كانوا يتحرون وصول الرسول كل يوم ([6])

تشابه قصة الرسول مع قصة فيليكس النولي

ومن العجيب أن نجد في التراث النصراني قصة مشابهة لقصة الغار وهرب الرسول، وهو القديس فيليكس النولي الذي ولد في نولا جنوب إيطاليا وهو ابن التاجر السوري هرمياس. قام هذا القديس بتوزيع ثروته على الفقراء والمحتاجين. ثم تفرغ للعلم المسيحي الذي كان مضطهدا في تلك الفترة. وصادف أن الامبراطور ترايانوس أطلق حملة اضطهاد ضد النصارى.

قُبض على فيليكس وعذب وربط بالسلاسل، وظل محبوساً لفترة، حتى جاء ملك وخلصه من السلال وفتح له الأبواب. عاود بعد ذلك الظهور فانتبه له الوشاة، فطارده الرومان فاختبأ في بيت متهدم، فجاءت عنكبوت ونسجت الخيوط على مدخل الغار أو الحفرة، فلما رأى الجنود بيت العنكبوت أدركوا أن فيلكيس لا يمكن أن يكون قد دخل هذا المكان. ([7])

أما قصة داود فإن كان ينقصها العنكبوت، فإن الكتب المقدسة تشير إلى أنه هرب من عدوه إلى مغارة عدلام ([8]) ويزعم بعضهم أن القصة كاملة موجودة في التلمود ولم أصل إلى ذلك المصدر.

مناقشة قصة هرب الرسول ونقدها

يبدو أن قصة العنكبوت لم تكن مقبولة عند جميع أهل الرواية، فقام الباحث عبد الله بن محمد زقيل، بدراسة المرويات التي وردت في ذكر قصة الغار والعنكبوت فتبين له ضعفها، كما أورد شكوك بعض العلماء في القصة من أصلها ([9]) وقد رفض القصة بعضاً من الشيوخ، مثل: محمد الألباني وعبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين، لكن بقية تفاصيل الهجرة يبدو أنها مقبولة عند أهل الرواية.

عيوب قصة الغار الفنية

لا يعقل أن يختار الرسول غاراً بهذا الشكل المفضوح، وأن من ينظر تحت قدميه سيشاهد الرسول كما تزعم الروايات، فلو حدث وهرب الرسول في الغار لاختار غاراً حصيناً موارياً.

وتزعم القصة أن أبا بكر قال لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا، فكيف يرونهما، فلن يجدوا تحت أقدامهم إلا التراب، إلا لو كانا في حفرة فحينها نتفق مع هذه الرواية، ولو قلنا إنهما في حفرة فهذا يتفق مع قصة فيليكس النولي الذي كان في حفرة كما تزعم الروايات، وهذا يدعم أنها مستنسخة.

وتزعم القصة أن أبا بكر خاف من كشفهم، فكيف يخاف وقد نسجت العنكبوت بيتها وكيف يخاف وقد سكنت حمامتان هناك، فقد شاهد بأم عينه الدلائل على القوة السماوية التي تكفلت برعايتهما.

كما أن تحري أهل المدينة لاستقبال الرسول، يعني أن خبر التخطيط لهجرته كان معلوماً لدى الجميع، فلا يمكن لخبر مثل هذا أن يظل مخفياً. ولو صدقنا أن الأخبار وصلتهم سريعاً بهرب الرسول، لانطلق فرسانهم إلى أبعد نقطة لاستقبال الرسول وحمايته، ولا ينتظرون في بيوتهم كما الدجاج.

كما يزعمون أن الرسول وصل المدينة في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وهذا يعني أنه هاجر في غير الأشهر الحرم، وهذا خطأ كبير، فلو سافر في الأشهر الحرم، لما احتاج إلى الهرب ولما طارده أحدٌ من العرب، لما للأشهر الحرم من مكانة عندهم، فلهذا نؤكد أنه لم يهرب ونعتقد أنه سافر في وقت الأشهر الحرم لأن هذا هو الوقت المتفق عليه، أو أن الطريق آمن ومستتب طوال السنة لما للتجارة من دور في حماية الطريق باتفاق القبائل القوية وعلى رأسها قريش، وهو ما يسمى بالإيلاف.

 

الإعجاز يتوقف أحياناً

ونلاحظ ثلاثة أرباع قصة هرب الرسول من كفار قريش، جاءت إعجازية سحرية، فهو يخرج من بيته دون أن يرونه بطريقة عجائبية، وهو يدخل الغار فتأتي العنكبوت وتنسج بيتها، ثم يلاحقه الكفار فيعجزون عن اللحاق به بإعجاز أيضاً. ومع كل هذه المعجزات، نجدهم يكبدون الرسول شقاء وعناء لا داعي له ولا منطق، فبما أنه قد حاز كل تلك المعجزات فلماذا يبات في الغار ثلاثة ليالٍ، وهو يستطيع أن يسير دون أن يروه؟ ولماذا لم يسر أمامهم دون خشية طالما يسقط كل من يلاحقه؟ لكن لكي يضيفوا للقصة حبكة درامية اختلقوا صعوبة الرحلة وعظم المخاطر التي واجهها الرسول أثناء هجرته.

فمن زعمهم أن أحد الفرسان لحق بالرسول وأبي بكر، لكن الرسول دعا الله بصرعه فصرع عن فرسه، فتحول من عدو إلى جندي في خدمة الرسول وأمره الرسول بأن يقف مكانه يحرسهم من خلفهم ولا يسمح بأحدٍ أن يلحقهم ([10]) وهذا عجيب فما حاجة الرسول لهذا الشخص يحميه والملائكة تحميه وتصرع كل من يحاول الاقتراب منه أو يتم صرعه من الله مباشرة.

ويزعمون أن أبا بكر استكشف الكهف قبل أن يدخله الرسول حتى لا يتعرض لأذى، وقال له: "َلا تَدْخُلِ الْغَارَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَتَّى أَسْتَبْرِئَهُ" ([11]فأصابته دابة فأدمت يديه وقال: «هَلْ أَنْتِ إِلَّا أُصْبُعٍ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ» ([12]) وأرجح لو صحت الرواية أن أبا بكر رضي الله عنه قد أصيب في غارة من الغارات وليس في مغارة، لأنه استخدم المصطلح (سبيل الله) وقد خصص هذا اللفظ في القرآن للقتال والجهاد فقط، ولم يرد بأي معنى آخر. وأما قوله لا تدخل الغار، أي لا تدخل الميدان والجيش حتى أمهد لك وأطمئن، أنه لا توجد محاولة ترصد لقتلك، فإن أبى الناس إلا أن أبا بكر تعرض للدغ في الغار أثناء هربهم من الكفار، فنقول أين المعجزات التي طالت كل شيء وتركت أبا بكر يعاني الويلات والألم الشديد من تلك اللدغة.

أما قول أبي بكر الصديق: "نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُءُوسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا" ([13]) فلا يقصد بالغار الكهف، بل يقصد به الجيش، فلو صح الحديث ونحن نشك في صحته، فإن الرسول قبل بداية المعركة قام بمهمة استطلاعية هو وأبو بكر، فمر من فوقهم جيش العدو، فقال أبو بكر ما قاله ورد عليه الرسول. 

أبو جهل عاجز عن استشراف المستقبل

الذين يتصورون أن قريشاً منعت الهجرة، خوفاً من خطرها المستقبلي عليهم، يظنون أن أبا جهل وأبا لهب لديهما القدرة على كشف المستقبل، فأحدهما صار عرافاً والآخر صار كاهناً، أحدهما يتصل بالشياطين ليستشرفوا له المستقبل والآخر يقرأ الفضلات ويراقب النجوم والكواكب ليطلع على غيب المستقبل.

إن الأمر لم يكن كذلك، ولو كانوا يخافون من هجرة المسلمين، لكان اعترافاً بصدق الرسالة والرسول، لكنهم عوضاً عن ذلك أنكروا واتهموه بالجنون والسحر والكذب، فما الداعي إلى منعه هو وشرذمته المستضعفين من الهجرة، ففيها خلاص لهم من ازعاجهم. 

لقد حذرهم القرآن عدة مرات من الفشل والهزيمة أمام هذه الفئة الجديدة من المؤمنين، بل تنبأ لهم في آخر السور المكية بهزيمتهم ومصرعهم أمام المؤمنين، ولو خافوا لصدقوا، ولكن أخذتهم العزة بالإثم واستكبروا، فاستخفوا من تحذيرات القرآن والرسول، وخرجوا للصدام مع الرسول عدة مرات قبل غزوة بدر الكبرى التي حدث فيها مصرع كبارهم.

الأعراف الاجتماعية والقبلية لا تقبل بالقصة

الأسر القرشية مترابطة بأنساب وأصهار، فإن قبل بعضهم هذا الغدر بالرسول وهو ابن عمهم، فلن يقبل الباقي بذلك، فحتى لو كان هؤلاء الأقارب يكرهون الرسول، فإنهم لا يرتضون الاعتداء على ولدهم، بله يشاركون فيه.

ولا تقبل الأخلاق العربية أن تُعمل الاغتيال، فقريش قبيلة شريفة لها قيم ومبادئ وإلا لما جعلها الله تدير مكة، وأعمال الغدر والاغتيال لم تكن موجودة في تلك القبائل، فهم أهل الحمس أي أصحاب المبادئ والقوانين، فلم يكن ترضى أخلاقهم بذلك.

ولا يمكن للرسول أن يعرض الطفل علي بن أبي طالب لهذا الخطر، لا يفعلها الرجل العادي، فكيف بالنبي النبيل؟  

لو قتل المكيون الرسول ستكون فضيحة عظيمة وسابقة تهز دولتهم ومكانتهم بين العرب، فهم لم يكتفوا بانتهاك حرمة مكة وهي أعظم ما يتفاخرون به عند الناس، بل قتلوا ابن عمهم، فلم يتحملوا جنونه كما يزعمون ورأيه المختلف وهذا دليل خوارهم وضعفهم لا قوتهم، بينما كانت هجرته غاية عندهم فهم يتخلصون منه ولن ينالهم شر أهل المدينة، فهم أهل فلاحة وزراعة وليسوا أهل قتال، حتى أن أبا جهل عيرهم بذلك وسخر منهم، ولا خوف منهم فلا قدرة لديهم على القتال.

ولو قتلوا الرسول لصارت حرب أهلية، فآل هاشم لن يسكتوا، بل حتى عمه أبا لهب رغم العداوة الشديدة كان لا يقبل ذلك وكان يتولى صد الكفار لأنه تولى أمر آل عبد المطلب بعد موت أبي طالب.

الدواعي السياسية

ونلاحظ أن الشيعة والسنة تنازعوا البطولات لرموزهم في قصة الغار، فهذا علي يضحي بنفسه في نومه بمرقد الرسول، فيعرض نفسه للخطر، فقد يدخلون ويقتلونه في الظلام دون أن يعلموا بأنه علي، وهذا أبو بكر يشارك في الغار وفي الرحلة إلى المدينة وما فيها من أخطار.

فهل تستطيع أن تقنع هؤلاء ببطلان القصة من أساسها، وفيها ثناء على رمزيهم؟ بالطبع لا.

وقد حاول الطرف الشيعي تكذيب، وجود أبي بكر في الرحلة والغار- بعضهم على الأقل – ولم يحاول الطرف السني تكذيب القصة، حتى لو كان علياً بطلاً فيها، لأنه لا مشكلة بينهم وبين علي، وقد حاول بعض الشيعة قلب الطاولة، واعتبار وجود أبي بكر في الغار دليلاً على ضعف إيمانه كما تشير الآيات، وهو رأي صائب وتشي به الآية، فالسكينة نزلت على الرسول وحده دون صاحبه. وهذا يزيد من تأكيدنا على بطلان قصة الغار وعدم وجود أبي بكر الصديق في الغار ولا وجود لقصة الغار مطلقاً.

ماذا يقول القرآن في قصة الهجرة؟

لم تكن لتظهر قصة هرب الرسول والعنكبوت، لولا أن هناك آيات قرآنية كريمة قد تشير إلى أن قصة الغار ممكنة، لكن الحقيقة عكس ذلك والنصوص لا تلمح ولا تصرح، ولكن تأثير التراثيين علينا كبير، فنحتاج إلى جهد جهيد كي نتخلص من أخطائهم في هذه القصة وغيرها وإليك دراسة النصوص التي تؤكد بطلان القصة جملة وتفصيلاً.

قريبات الرسول هاجرن معه  

{ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّٰتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَٰلَٰتِكَ الَّٰتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ}  [الأحزاب: 50].

فقريبات الرسول هاجرن معه، أي في نفس الرحلة. والقرآن دقيق ولو كانت هجرتهن بعده أو قبله لقال هاجرن بعدك أو قبلك، فهذا النص يسقط القصة تماماً.

مكر الكفار بالرسول:

{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ }  [الأنفال: 30]

اعتمد أهل التراث على هذا النص ليؤكدوا حقيقة المؤامرة على الرسول. والمكر ببساطة عقد جلسة سرية للضرر بالرسول، لكن هل يشير النص إلى تاريخ الجلسة؟

بالطبع لا يشير، بل السورة نزلت بعد معركة بدر، وتؤكد أن مكرهم هذا كان بعد هجرة الرسول والدليل هو لفظة يخرجوك، فقد قلنا إن الخروج هو خروج للقتال والدفاع عن النفس، فعندما يتعرض المؤمنون للضرر يخرج الرسول من المدينة ليدافع عنهم، فقريش كانت تتحرش بالمؤمنين، لكي يخرجوا للقتال.

أما التثبيت، فلا يعني الحبس، فما فائدة الحبس وقد انتشر دعاته من الصحابة في كل مكان في مكة وخارجها، لكن التثبيت يعني انهاك قوة الرسول والمسلمين بجعلهم في ترقب دائم لأي معركة قادمة، فنشر الإشاعات عن وجود بعض السرايا للكفار، أو حتى انتشارهم الحقيقي، يجعل المؤمنين يثبتون في الطرق والممرات حتى يصدوا تلك السرايا المعادية، مما يسبب إنهاكا للمسلمين، بل يسبب ضرراً بتجارتهم وتنقلاتهم، لأن الجميع سيخاف السفر والتجارة، وهذا أشد فتكاً من القتال في المعارك.

أما القتل في الآية فقد يعني الاغتيال، وقد يعني أن قريشاً بعد معركة بدر صارت لديهم الرغبة الملحة في تصفية ابن عمهم، ليس عن طريق الاغتيال، بل عن طريق استفزازه لكي يخرج إلى المعركة وهناك يقتلونه في الميدان، فمهما كرهت قريش ما فعله الرسول من تسفيه عقائدهم، فقد كانوا يكنون له الاحترام والتقدير، في مجموعهم، لكن السورة نزلت بعد معركة بدر وقد قُتل فيها نخبة قريش، فصار قتل الرسول، ضرورة وانتقاماً.

الرسول لا يخاف ولا يهرب

{إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ}  [النمل: 10]

يشير القرآن أن الرسل لا يخافون، ولا يهربون، بل إن موسى الذي قتل واحداً من المصريين، اتجه إليهم بكل ثقة وقوة ولم يخش من بطش فرعون، الذي لم يوجد مثله في العالمين.

فما بالنا في الرسول الكريم الذي هو مثل موسى، وكانت صفحته بيضاء فلم يقتل، ولا يمكن للرسول المرسل أن يخاف من شرذمة تافهون، وحوله مئات الملائكة تحميه، وأمامه ومن خلفه جماعة الصحابة الأقوياء الأشداء، وهو في البلد الحرام

الرسول يرغب بالهجرة

تشير الروايات إلى أن الرسول كان يريد الانتقال من مكة منذ زمن طويل  ([14]) وقد بينت سورتي الفرقان والإسراء هذه الرغبة، فمن ذلك يأس الرسول من كفار قريش

{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْءَانَ مَهْجُورًا }  [الفرقان: 30]

وقد تفننت النخبة القرشية في صد الناس ومنعهم بالقوة وتهديد كل من يحاول توصيل القرآن للناس

{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }  [فصلت: 26].

وقد شرحت سورة الإسراء موضوع رغبة الرسول بالهجرة بكل وضوح، وهي سورة نزلت قبل الهجرة بقليل.

فهناك استفزاز دائم، لكي يكره الرسول الإقامة بمكة

{وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَ إِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَٰفَكَ إِلَّا قَلِيلًا}  [الإسراء: 76].

ثم يمنيه المولى بقرب الانتقال إلى مقام جديد، ويكون محموداً أي يكون فيه الرسول مكرماً معززاً يحمده الناس هناك، وقد شرحنا معنى المقام المحمود وأنه المكان الذي يحمده الناس فيه وهو المدينة.

{عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}  [الإسراء: 79].

ثم يأمره بالدعاء للخروج من مكة والاستقرار في مكان فيه أناس مناصرون، وأن ينال فيها السلطان والنصر.

{وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَ اجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَٰنًا نَّصِيرًا}  [الإسراء: 80].

آية ثاني اثنين

{ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَ أَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَ اللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }  [التوبة: 40].

وهذه الآية هي الآية الرئيسية التي يعتمد عليها أهل الرواية، في الزعم بأن هناك كهف وعنكبوت وهروب، بينما الآية تشير ببساطة تامة، أن هناك فئة من المنافقين أو ضعاف الإيمان، لا يريدون المشاركة في خط الفتوحات الجديد الذي يريد فتح جبهة مع الفرس والروم، وابتدأت المعارك بمؤتة وتبوك، ثم بدأ الرسول يجهز الجيوش للاستمرار في الفتوحات وتحرير الشعوب المضطهدة من ظلم الروم.

فيحذر القرآن تلك الفئة من عدم المشاركة، ويذكرهم بأنه ليس في حاجة إليهم أساساً، فقد نصره الله في معركة سابقة كان فيها الجنود قليلون.

فالآية تتحدث ببساطة، عن الرسول ومعه شخص آخر، كانا في الغار أي الجيش كما شرحنا من المعاجم اللغوية، وعندما شاهد الذي معه قوة الخصم حزن، فأخبره الرسول بأن الله مع المؤمنين، وهذا الشخص الآخر ليس أبا بكر، بل شخص آخر من ضعفاء الإيمان، فلما نزلت السكينة نزلت على الرسول وحده.

والنص موجه لهؤلاء ضعفاء الإيمان الذين شاركوا في تلك المعركة والتي نظن أنها معركة بدر، ولما جاءت الملائكة كما يقول النص لم يرها هؤلاء ضعفاء الإيمان، وهذا يؤكد أن الغار لم يكن كهفاً، بل كان جيشاً في معركة، وكان هؤلاء ضعفاء الإيمان حاضرون فيها، ولم يشاهدوا الملائكة التي حضرت تآزر المؤمنين.

وهناك آيات تؤيد أن تلك الغارة كانت معركة بدر كما تشير إلى ذلك آيات أخرى

{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }  [آل عمران: 123].

{ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَٰثَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ الْمَلَٰئِكَةِ مُنزَلِينَ }  [آل عمران: 124].

{ بَلَىٰ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ الْمَلَٰئِكَةِ مُسَوِّمِينَ }  [آل عمران: 125].

لقد أخبر الرسول أصحابه، أنه شاهد هذه المعركة في منامه، وأنه شاهد الكفار بعدد قليل، فتحمس أصحابه للقتال، طالما الكفار قليلون، فقد كانت لقريش هيبة عظيمة، فرجالها متمرسون على القتال الدائم، على عكس أهل المدينة أهل الفلاحة، حتى أن أبا جهل سخر من هؤلاء الفلاحين.

فلما التقى الجمعان، استمرت رؤية الكفار بعدد قليل حتى لا ينسحب المؤمنين أو ييأسوا من القتال، كذلك رأى الكفار المؤمنين بعدد قليل حتى يتجاسروا على القتال.

لكن الذي جعل صاحب الرسول يحزن، هو أن ذات الشوكة هي التي حضرت المعركة، ولم تحضر غير ذات الشوكة، فحتى لو انتصر المسلمون، فلن يجنوا غنائم مباشرة منها، كذلك فيها احتمال كبير بخسارة المسلمين.

﴿إِذۡ أَنتُم بِٱلۡعُدۡوَةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُم بِٱلۡعُدۡوَةِ ٱلۡقُصۡوَىٰ وَٱلرَّكۡبُ أَسۡفَلَ مِنكُمۡۚ وَلَوۡ تَوَاعَدتُّمۡ لَٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡمِيعَٰدِ وَلَٰكِن لِّيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗا لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ٤٢ إِذۡ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلٗاۖ وَلَوۡ أَرَىٰكَهُمۡ كَثِيرٗا لَّفَشِلۡتُمۡ وَلَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ٤٣ وَإِذۡ يُرِيكُمُوهُمۡ إِذِ ٱلۡتَقَيۡتُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِكُمۡ قَلِيلٗا وَيُقَلِّلُكُمۡ فِيٓ أَعۡيُنِهِمۡ لِيَقۡضِيَ ٱللَّهُ أَمۡرٗا كَانَ مَفۡعُولٗاۗ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ٤٤ الأنفال

 { وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَٰفِرِينَ }  [الأنفال: 7].

نعم هناك آية تتحدث عن قتال المؤمنين لبعض الكفار وكانوا يرونهم على حقيقتهم وهو أنهم ضعفهم في العدد، ولكن هذه الآية تتحدث عن قومٍ آخرين، وأهل إيمان شديد وثبات، لا يهزهم كثرة الأعداء، وليسوا المخاطبين في الآيات السابقة التي تبين أن الذين آمنوا لم يروا عدد الكفار على حقيقتهم خشية خوفهم وهربهم، فيجب أن نفرق بين فئتين فئة يسميها القرآن المؤمنين وهم الأشداء، وفئة الذين آمنوا الذين فيهم ضعف في إيمانهم.

{ قَدْ كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَٰرِ}  [آل عمران: 13].

 

الخلاصة:

إذا علمنا أن الغار هو الجيش انحلت كل المشكلة، وأدركنا أن قصة الغار والعنكبوت والهرب كلها أوهام وأكاذيب، فإذا بين القرآن أن قريبات الرسول هاجرن معه في نفس الرحلة أدركنا يقينا أن الرسول لم يهرب، فلا يخاف الرسل كما يقول القرآن.

هذا والله أعلم

علي موسى الزهراني



([1]) «مقاييس اللغة» (4/ 408)

([2]) «عمدة القاري شرح صحيح البخاري» (14/ 99) «البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج» (31/ 350)

([3]) «مشارق الأنوار على صحاح الآثار» (2/ 141)

([4]) «تفسير الطبري» (13/ 497 ط التربية والتراث) «تفسير ابن كثير - ط العلمية» (4/ 40) «فتح القدير للشوكاني» (2/ 347)

([5]) صحيح مسلم (4/ 1854) مشيخة يعقوب بن سفيان الفسوي (ص: 52)

([6]) مختصر صحيح الإمام البخاري (2/ 558)

([7])  أنظر : https://www.newadvent.org/cathen/06033b.htm

([8]) (صموئيل الأول 22:1) يزعم بعضهم أن قصة داود وهروبه والعنكبوت موجودة كاملة في التلمود ولم استطع الوصول إليها.

([9]) أنظر بحثه : مرويات عنكبوت الغار والحمامتين في ميزان النقد العلمي

([10]) مختصر صحيح الإمام البخاري (2/ 560) حديث يحيى بن معين رواية أبي منصور الشيباني (ص: 95)

([11]) جزء محمد بن عاصم الثقفي (ص: 95)

([12]) جزء محمد بن عاصم الثقفي (ص: 95)

([13]) «صحيح مسلم» (7/ 108)

([14]) مختصر صحيح الإمام البخاري (2/ 554)

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -